close
أخبار العالم

تركيا تحيي ذكرى نمر الصحراء وحامي حمى المدينة المنورة

تركت وكالة أنباء “الأناضول” مساحة للحديث عن “نمر الصحراء” وهو اللقب الذي اشتهر به القائد العثماني فخر الدين باشا بمناسبة إحياء الذكرى الـ72 لوفاته.

وقالت الوكالة أن تركيا أحيت ذكرى “نمر الصحراء” الذي قالت إنه اشتهر “بدفاعه البطولي عن المدينة المنورة في وجه القوات البريطانية”.

ورصدت “الأناضول” أن فخر الدين باشا، ولد في عام 1868 في مدينة روسجوق في بلغاريا واستقر مع عائلته في اسطنبول عقب الحرب العثمانية الروسية عامي 1877-1878.

وبعد نبدة عن تدرجه في المراتب العسكرية، والمهام التي أنيطت به والمعارك التي خاضها، يصل التقرير إلى النقطة الهامة، وهي وصوله إلى الحجاز في عام 1916، حيث عينه “قائد الجيش الرابع جمال باشا قائدا لحامية الحجاز بالمدينة المنورة، بعد أنباء عن إعداد الشريف حسين لإعلان التمرد بالاتفاق مع الإنجليز”.

ووفق القراءة التركية الرسمية للأحداث يعد الشريف حسين متمردا على السلطات العثمانية، إذ أعلن “وأبناؤه التمرد في 3 يونيو 1916، وقاموا بقطع الخطوط الحديدية والتلغراف حول المدينة المنورة”.

وفي السياق ذاته تروي “الأناضول” أن قوات الشريف حسين هاجمت بعد يومين من بدء ما تصفه بالتمرد “المخافر الحكومية في محيط المدينة المنورة لكن فخر الدين تمكن من صد هجوم القوات الغازية رغم قلة الإمكانات”.

وروى التقرير أن فخر الدين باشا بعد قرار الحكومة العثمانية إخلاء الحجاز جزئيا عرض “على الحكومة نقل الأمانات المقدسة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى اسطنبول حفاظا عليها من النهب، ووافقت الحكومة العثمانية بشرط تحمل فخر الدين باشا مسؤولية إيصالها بسلام إلى اسطنبول”.

وأفيد في هذا الشأن بأن فخر الدين باشا شكل “لجنة لتدقيق 30 قطعة من الأمانات المقدسة، ثم أرسلها إلى اسطنبول برفقة ألفي جندي”.

وجاء في التقرير التركي أنه “وبعد انشقاق البدو وانضمامهم إلى قوات الشريف حسين والإنجليز، بات من الصعب على قوات فخر الدين باشا حماية الخط الحديد الذي يربط المدينة المنورة بسوريا، وقام الجاسوس البريطاني الشهير بـ (لورانس العرب) بتلغيم الخط الحديدي وتفجيره”.

وفي أعقاب تلك التطورات، قرر فخر الدين باشا إخلاء المدينة المنورة، وطلب من أمير مكة، الشريف حيدر باشا مغادرة المدينة المنورة مع نحو 3 إلى 4 آلاف شخص.

وواصل فخر الدين باشا وفق هذه الرواية الدفاع عن المدينة المنورة إلى يوم 13 يناير 1919، وحينها “اضطر لإيقاف دفاعه عن المدينة بسبب نفاد الطعام والأدوية والذخيرة، وبذلك انتهى الحكم التركي في المدينة بعد أن استمر 400 عاما”.

ووقع “نمر الصحراء” التركي في أسر الإنجليز، وجرى نقله إلى مصر ثم مالطا، إلى أن تمكن في 8 ابريل 1921 من التوجه “إلى أنقرة للانضمام إلى حرب الاستقلال، وكلفه القائد العام مصطفى كمال (أتاتورك) بتوحيد القوات التركية التي تحارب في الجبهة الجنوبية ضد الجيش الفرنسي”.

وعُين فخر الدين باشا بعد انتهاء الحرب على الجبهة الجنوبية بتوقيع اتفاقية مع فرنسا، سفيرا في العاصمة الأفغانية كابل في 9 نوفمبر 1921.

وتقاعد الرجل في عام 1936، فيما توفى في عام 1948 إثر تعرضه لأزمة قلبية خلال رحلة بالقطار قرب مدينة أسكي شهير، ودفن في مقبرة آشيان أسري باسطنبول، بحسب الرواية التركية لأحداث تلك الفترة.

 

المصدر: الأناضول

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى