close
أخبار تركيا

تركيا ـ تصاعد العـ.ـداء للأجانب يثـ.ـير قـ.ـلق المهاجـ.ـرين السوريين

يواجه قرابة أربعة ملايين لاجئ في تركيا تصـ.ـاعد الخطـ.ـاب المعـ.ـادي للمهاجـ.ـرين في الآونة الأخيرة.

وفي حي يوسف باشا الشهير في إسطنبول، حيث يتواجد الكثير من المهاجـ.ـرين، تسود حالة من القـ.ـلق حيـ.ـال مصير المهاجـ.ـرين واللاجئين في تركيا.

على مدى سنوات، يجذب حي يوسف باشا الشهير في إسطنبول الكثير من المهاجـ.ـرين واللاجـ.ـئين الفـ.ـارين من الحـ.ـروب والصـ.ـراعات. وبمرور الوقت، أصبح الحي قبلة للاجئـ.ـين وبات سكانه من شـ.ـتى بقاع العالم،

بيد أن السوريين يشكلون قاسما مشتركا لكافة جوانب الحياة اليومية في هذا الحي. وفي شارع ميـ.ـليت الصاخب، لا يمكن أن تخطئ العين المتاجر السورية الكثيرة

وأيضا المطاعم وصالونات الحلاقة وشركات السفر التي تستهدف الزباـ.ـئن السوريين، حتى أن الإعلانات على نوافذ المتاجر مكتوبة باللغة العربية إلى جانب التركية.

وكانت متاجر مثل هذه المتاجـ.ـر السورية لكن في العاصمة أنقرة، هدفا لهجـ.ـمات معـ.ـادية للمهـ.ـاجرين الأسبوع الماضي.

وتورط عدد من المهاجـ.ـرين السوريين في مشـ.ـاجرات مع السكان الأتراك ما أسفر عن مقـ.ـتل شاب تركي في عامه الثامن عشر.

وعلى وقع هذه الحـ.ـادثة، تجمع المئات في منطقة ألتنداغ في قلب أنقرة وقاموا بأعمال تخـ.ـريب وإضـ.ـرام النـ.ـار استهدفت المتاجـ.ـر والشـ.ـقق والسيارات التي يمتلكها سوريون.

تزايد مخـ.ـاوف المهـ.ـاجرين

ولم يسود الخـ.ـوف بين السوريين فقط في منطقة ألتنداغ بل انتشرت مشاعر القـ.ـلق للتجـ.ـاوز المنطقة ويصل صـ.ـداها إلى مناطق قد تبعد عن ألتنداغ بأكثر من 400 كيلومترا.

ورفض عدد من السوريين الحديث عن العـ.ـنف في أنقرة حتى وإن تم التعـ.ـهد إليهم بعدم الكشف عن هويتهم، فهاجـ.ـس الخـ.ـوف والقـ.ـلق يسـ.ـود الجميع، فيما شدد معظمهم على إنهم يخـ.ـشون على سـ.ـلامتهم.

بيد أن القـ.ـلق لم يمنع عبد الملك (45 عاما) والذي جاء إلى تركيا من حلب قبل ثماني سنوات، من الحديث لكن شـ.ـريطة عـ.ـدم الكشف عن أسمه الحقيقي.

ويعمل عبد الملك في أحد المقـ.ـاهي السورية التي يتردد عليها بشكل متكرر عرب وتقع بجوار خطوط الترام. وقال عبد الملك “ليس لدينا أي تواصل مع الأتراك خلال العمل. لا يأتي الكثيرون منهم إلينا. لكن لا يمكن القول بأن علاقاتنا مع الأتراك باتت سـ.ـيئة بشكل خاص حتى هذه اللحظة”.

وتوتـ.ـر المـ.ـزاج العام في تركيا تجاه أربعة ملايين لاجئ ومهاجر يعيشون في تركيا. فبعد أن تسـ.ـامحت الحكومة والشعب في تركيا مع اللاجئين لفترات طويلة، بدأ العداء للمهـ.ـاجرين يتزايد في الآونة الأخيرة.

ويعد أحد الأسباب الهامة وراء ذلك الأزمة الاقتصادية المستمرة في تركيا منذ بدء انهيار الليرة التركية عام 2018، وانخفاض قيمة العملة وارتفاع معدلات التضـ.ـخم بشكل كبير. ويؤجج هذا الوضع مخـ.ـاوف يعتبرها البعض وجودية، فيما يراها آخرون معـ.ـركة من أجل لقـ.ـمة العيش.

“الحـ.ـروب ورائنا”

ويخشى عبد الملك من أن يتم تحميل كافة السوريين مسؤولية حـ.ـادث فردي قام به أحدهم. وفي ذلك، قال “شخص واحد قام بعمل شيء سـ.ـيء، وتم إدانة كل السوريين جميعا وتحمـ.ـيلهم المسؤولية.

من الصعب جدا التعامل مع هذا الأمر. الهجـ.ـمات التي وقعت في أنقرة أعادت الأذهـ.ـان إلى الهجـ.ـمات التي طالت منزلي في سوريا في الماضي. إن الأمر يشبه وكأننا لم نتـ.ـرك الحـ.ـرب وراءنا”.

وانضم إلى الحديث أبن عم عبد الملك الذي تطرق في حديثه إلى متابعته للأحداث التي وقعت في أنقـ.ـرة، لكن على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال “قرأت العديد من المنشورات (كتبها سوريون). الكثير منهم كانوا خـ.ـائفين وآخرون كانوا غـ.ـاضبي”.

ورغم ذلك، فأنه شعر بالتفاؤل بسبب قيـ.ـام الشرطة التركية بحماية الأشخاص الأبـ.ـرياء خلال الأحداث المضـ.ـطربة في تلك الليلة. وأضاف “أنا متأكد من أن الحكومة التركية سوف تعمل على منـ.ـع أي توتـ.ـرات أخرى قد تشهدها الأيام القـ.ـادمة”.

لا يـ.ـزال هناك أمل

وأعرب العديد من السوريين عن تفاؤل مماثل إذ يأمل الكثير منهم في أن “الإيمان المشترك” سوف يساعدهم على تهدئة الأمر. من جانبه، يقول السوري نديم، الذي هـ.ـرب من مدينة حلب ويعيش في تركيا لأكثر من خمس سنوات،

إنه جاء إلى تركيا لكي يبدأ حياة أفضل. وأضاف نديم – وهذا ليس اسمه الحقيقي – “أننا لا نعيش هنا دون فعل أي شيء مفيد. ندفع إيجـ.ـارات ونعمل مثل الآخرين. كنت حـ.ـزينا وأنا أرى الذي وقع في أنقرة”.

ورغم ذلك، يقول نديم إن لديه الكثير من الأصدقاء الأتراك ويشعر بالأمان في الحي الذي يقطنه ولا تساوره مشاعر الخـ.ـوف.

ويشارك نديم في نفس الرأي حيدر الشاب السوري البالغ من العمر 29 عاما، الذي يعمل في صالون حلاقة في منطقة يوسف باشا. يقول حيدر إنه ينحدر من عائلة سورية-لبنانية، فأمه من سوريا ووالده من لبنان، مضيفا أنه يعيش في تركيا منذ أكثر من عامين.

ويشير حيدر إلى أنه قصد تركيا للعمل وبناء مستقبل أفضل ولا يشعر بأي خـ.ـوف حيال إمكانية تصـ.ـاعد التوتـ.ـر بين اللاجئين السوريين والأتراك.

وفي ذلك، قال إن (السوريين) جاءوا إلى هنا للعـ.ـيش وليس التسبب في أي مشاـ.ـكل. “تركيا مثل بلدي وأنا أحب إسطنبول، وهذا السبب وراء عدم خـ.ـوفي. أنا لا أرتكب أي شيء خطأ، لذا فلست قلقا”.

أما عبد الملك، فيرغب في أن يصبح مستقبل السوريين في تركيا بلا تعصب، مضيفا من المهم عدم ازدراء كافة اللاجئين الذين يعيشون في تركيا بسبب حادث فردي.

وأعرب عبد الملك عن تعازيه لعائلة الشاب التركي يالشين الذي تعـ.ـرض للطـ.ـعن حتى المـ.ـوت خلال المشاجـ.ـرات التي وقعت في منطقة ألتـ.ـنداغ بأنقرة. وأضاف “نحن آسـ.ـفون حقا. ولا نعرف ماذا حدث بالضـ.ـبط، لكننا نأمل جميعا إلا يتم وضـ.ـعنا (نحن السوريون) في سلة واحدة”.

بورجو كاراكاش/ م .ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى