close
أخبار سوريا

بالفيديو : طقس متوارث عبر الأجيال .. قصة الأذان الجماعي في المسجد الأموي بدمشق

طقس متوارث عبر الأجيال .. قصة الأذان الجماعي في المسجد الأموي بدمشق

لكل دولةٍ طقوسها الخاصة، التي تحافظ على استمراريتها، وتتنوع مابين الدينية والاجتماعية والحضارية وما شابه من ذلك.

وعادةً ماتكون تلك الطقوس، متوارثة عبر الأجيال منذ القدم، وتحظى بأهمبةٍ خاصة، كونها تُعَد رمزاً للإرث أو العادات القديمة.

وفي الحديث عن الطقوس الخالدة، لابد أن يكون لسوريا النصيب الأبرز، فهي كما عوٌَدتنا دائماً أن تكون مختلفة عن غيرها، ولها مزاياها الخاصة من الطقوس.

ولعلٌَ أبرز مايميز الطقوس السورية، هو ذلك الصوت الذي تتلاقى معه الأرواح، وتبتهج له القلوب، ويحنضن تفاصيله المسجد الأموي في دمشق.

إنه الأذان الجماعي في المسجد الأموي، الذي يصغو له كل من يسمعه، وتعم الطمأنية والسكينة في الأرجاء عندما يصدح من مآذن المسجد، والتي تحتكر روايات أخرى لها.

أصول الأذان الجماعي

تعود أصول وجذور الآذان الجماعي وبداياته في المسجد الأموي إلى عهد المحدث الفقيه الراحل “عبدالغني النابلسي”.
، الذي وُلِدَ عام 1641م, وتوفي عام 1731م.

وابتكر النابلسي هذه النوعية من الأذان، لإيصال الصوت إلى مساحة أكبر حول المسجد، وذلك لعدم توفر مكبرات الصوت في تلك الأثناء.

مقامات الأذان الجماعي

هناك سبعة مقامات للأذان الجماعي في المسجد الأموي، حيث يتم تأدية كل مقام في يوم من أيام الأسبوع.

أما المقام الأول فهو نغمة الصبا ويُؤدَى يوم السبت، ومقام البيات يوم الأحد، ومقام النوى يوم الاثنين، أما الثلاثاء فيتم تأدية مقام السيكاه.

ويضاف إلى ذلك تأدية مقام العراق يوم الأربعاء، ومقام الحجاز يوم الخميس، وأخيراً مقام الرصد يوم الجمعة.

طريقة الأذان وبرامج المذنين
يجتمع في غرفة الأذان 6 مؤذمين كحد أقصى، ويقودهم مؤذن كبير، وعلى دراية تامة بمقامات الأذان الجماعي المتعارف عليها.

فيبدأ المؤذن أذانه بجملة “”الله أكبر، الله أكبر”، ثم يردد خلفه المؤذنون ما قاله وهكذا حتى نهاية الأذان.

وهناك أكثر من فئة من المؤذنون، يتناوبون على الأذان، ويحددون يوماً في الأسبوع للتدريب وزيادة الخبرة.

مآذن المسجد الأموي

يحتوي المسجد على ثلاثة مآذن، ولكل مأذنة حكايات وتاريخ، لا يمكن مسيانه، فهو خالد مخلد في العقول قبل التاريخ.

المئذنة الأولى هي مأذنة عيسى: وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد، وأُنشِأَت في البداية على برج من أبراج المعبد القدبم إلى أن تم تجديد رأسها ووسطها في عهود لاحقة.

وتعود تسمية المئذنة بهذا الإسم بحسب بعض الروايات إلى أن نبي الله “عيسى عليه السلام”، عندما برسل إاى الدنيا في آخر الزمان سينزل عليها.

أما المئذنة الثانية تُسمى “قايتابي”: وتقع في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد، وأُنشأت في البداية على برج من أبراج المعبد القديم.

ومن ثم عمل على تطويرها؛ السلطان المملوكي “قايتابي”، فلذلك عرفت المئذنة بإسم السلطان.

أما المئذنة الثالثة والأخيرة فهي مئذنة “العروس”، وتتميز بقاعدتها الأموية الأصلية القديمة، وتم تجديد وسطها ورأسها في عهود لاحقة.

ويتواجد في أعلى المئذنة كرة حمراء معدنبة تعكس الضوء، وتُرفع إلى الأعلى عندما يحين موعد الأذان.

وتعود تسميتها بهذا الإسم، إلى أنها كانت تتزين بالأنوار، فب المناسبات الدينية، ولهذا السبب أطلق علبها لقب “العروس”.

تاربخ المسجد الأموي العريق

يعتبر المسجد من أبرز المعالم الأثرية العريقة في سوريا ودمشق على وجه الخصوص، ويطلق عليه إسم ثانٍ “مسجد بني أمية الكبير”

كان يشغل موضع المسجد معبداً لعبادة الكواكب، وبناهُ اليونانيون الكلدانيون على أراضي دمشق.

ومع انتشار الدين المسيحي، تحوٌَل إلى كنيسة، وبقيت على ماهو عليه إلى أن فُتِحَت على يد الخليفة عمر بن الخطاب.

ويُذكر أن فتح دمشق تم صلحاً، وبالتالي تقاسم المسلمون مع المسيحيون كل مافي الحياة من بناء ومأكل ومشرب وماشابه ذلك.

فبقيت الكنيسة بمكانها، وأقدم المسلمون على بناء مسجد إلى جانبها، وايتمر هكذا إلى عهد الخلافة الأموية.

فطلب الخليفة الوليد بن عبدالملك أن يأخذ الكنيسة من المسيحيين مقابل تعويض مالي فكان ذلك.

ثم بدأ الخليفة ببناء المسجد مابين عامي 87هجري و96هجري، وأشرف على بنائه بنفسه.

وأنفق بن عبدالملك أموالاً طائلة لبناء المسجد، وبلغت في تلك الأثناء خمسة ملايين دينار، في سبيل خلق مسجد فريد من نوعه.

واعتنى من بعد بن عبدالملك بالمسجد، الخليفة عمر بن عبدالعزيز، فرصعه بالجواهر والقناديل، وأبدي فيه اهتماماً كبيراً.

وتوالت على هذا المسجد الكثير من العهود والخلفاء، فمن عهد العباسيين الذي شهد فيه المسجد الكثير من الحرائق، نتيجة حروبهم مع الفاطميين، ما أدى لقتل أجواء المسجد الرائعة.

ومن ثم عهد السلاجقة وغيرهم، وبقيَ يتعرض للكوارث والحرائق والزلازل حتى عام 1173هجري.

المصدر : أوطان بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى