close
أخبار سوريا

الطـ.ـفلة رهف ضـ.ـحية تعـ.ـذيب وحـ.ـشـ.ـي جديدة على يد أقـ.ـرب الناس بالشمال السوري (صور)

أثــارت صــورة لــطــفــلــة تــعــرضــت لــلــتــعــذيــب مــن قــبــل والــدهــا، تــم تــداولــهــا عــبــر وســائــل الــتــواصــل الــاجــتــمــاعــي، اســتــيــاءــً كــبــيــراً فــي الــوســط الــســوري،

وســط غــمــوض وتــعــتــيــم عــلــى قــصــتــهــا دون وجــود أي تــفــاصــيــل واضــحــة، لــتــكــون ثــانــي واقــعــة عــنــف أســري تــشــهــدهــا الــمــنــطــقــة خــلــال الــشــهــر الــجــاري.

وبــحــســب مــاتــداولــه الــنــاشــطــون أن الــطــفــلــة الــتــي ظــهــرت فــي الــصــورة تــعــيــش فــي مــخــيــمــات إدلــب، وتــعــرضــت لــتــعــنــيــف وتــعــذيــب مــن والــدهــا، مــمــا تــســبــب لــنــقــلــهــا إلــى الــمــســتــشــفــى وهــي بــوضــع صــحــي حــرج.

وتــواصــلــت أوريــنــت نــت مــع الــطــبــيــب عــايــد عــســكــر، الــذي أشــرف عــلــى حــالــة الــطــفــلــة “رهف .س” والــبــالــغــة مــن الــعــمــر ١١ عــامــا،

قــال بــأن “الطفلة وصــلــت إلــى مــســتــشــفــى بــاب الــهــوى يــوم الــأربــعــاء الــفــائــت، وهــي بــحــالــة حــرجــة جــداً، فــأدخــلــت إلــى قــســم الــإســعــاف بــســبــب الــنــزيــفــ”.

وأضــاف الــطــبــيــب “أن الــطــفــلــة كــانــت تــعــانــي مــن نــزيــف داخــلــي بــالــبــطــن وقــصــور كــلــوي، بــالــإضــافــة لــكــدمــات ورضــوض واضــحــة عــلــى جــســدهــا، لــكــن حــالــتــهــا لــم تــســتــدعــِ الــجــراحــةــ”.

وأشــار عــســكــر إلــى أنــهــا كــانــت حــلــيــقــة شــعــر الــرأس، لــكــن لــا تــوجــد آثــار حــروق عــلــيــهــا، ولــا يــوجــد آثــار قــلــع أظــافــر،

كــمــا تــم تــداولــه عــبــر وســائــل الــتــواصــل الــاجــتــمــاعــي. وذكــر الــطــبــيــب أنــّــه تــحــدث إلــى والــدة الــطــفــلــة واســتــفــســر مــنــهــا عــن الــحــالــة،

وبــدورهــا أكــدت لــه تــعــرضــهــا لــلــضــرب والــتــعــذيــب مــن قــبــل الــأب، لــافــتــاً إلــى أن الــشــرطــة الــمــحــلــيــة احــتــجــزت الــوالــد لــلــتــحــقــيــق مــعــه بــالــقــضــيــة.

وأكــد الــطــبــيــب عــســكــر “أنَّ حــالــة رهــف لــيــســت جــديــدة، ومــضــى مــدة عــلــيــهــا، وحــالــات الــعــنــف الــأســري هــذه شــائــعــة، كــمــا ازدادت فــي الــآونــة الــأخــيــرة،

والــحــالــات الــتــي تــصــل إلــى الــمــشــافــي أو إلــى وســائــل الــإعــلــام، هــي أقــل بــكــثــيــر مــن الــتــي لــا يــعــلــم بــهــا أحــد، طــالــبــاً تــقــديــم الــدعــم والــمــســاعــدة الــلــازمــة لــلــمــجــتــمــع مــن أجــل الــتــخــلــص مــنــهــا”.

ووفــقــاً لــتــصــريــح الــطــبــيــب أحــمــد جــوهــر لــأوريــنــت نــت، قــال “إنَّ الــطــفــلــة نــقــلــت إلــى مــســتــشــفــى الــدانــا لــلــأمــومــة والــطــفــولــة الــتــابــعــة لــمــنــظــمــة “سامز” الــطــبــيــة فــي مــديــنــة إدلــب لــمــتــابــعــة عــلــاجــهــا مــن نــاحــيــة الــداخــلــيــة لــلــأطــفــالــ”.

ونــوه مــصــدر فــي هــيــئــة تــحــريــر الــشــام لــأوريــنــت، أن الــأب تــم تــحــويــلــه إلــى الــمــخــفــر عــلــى خــلــفــيــة الــقــضــيــة،

وأن أي قــضــيــة مــن هــذا الــنــوع يــتــم الــتــعــامــل مــعــهــا مــبــاشــرة وتــُــحــوّــل إلــى أقــرب مــخــفــر، دون أي تــفــاصــيــل إضــافــيــة.

وأوضــح قــائــد شــرطــة أطــمــة “خالد فــاعــوريــ” مــلــابــســات تــعــذيــب الــطــفــلــة “رهف . ســ” مــن قــبــل والــدهــا “مصلح. ســ”، مــؤــكــداً أنــه “ضرب ابــنــتــه بــشــكــل وحــشــي،

ونــُــقــلــت عــلــى إثــره إلــى مــســتــشــفــى الــهــدايــة فــي قــاح ثــم إلــى مــســتــشــفــى بــاب الــهــوى بــســبــب خــطــورة وتــدهــور حــالــتــهــا الــصــحــيــة جــراء الــضــربــ”.

وقــال إنــه “لحظة وقــوع الــحــادثــة وجــهــنــا دوريــة إلــى الــمــكــان الــمــذكــور، وألــقــيــنــا الــقــبــض عــلــى والــدهــا، وبــعــد انــتــهــاء الــتــحــقــيــق مــعــه أحــلــنــاه إلــى الــقــضــاء لــيــنــال جــزاءــه الــعــادلــ”.

ومــن جــانــبــه ذكــر الــصــحــفــي مــحــمــود الــبــكــور لــراديــو أوريــنــت “أن ذنــب رهــف الــتــي تــنــحــدر مــن قــريــة تــريــمــســة بــريــف حــمــاة الــغــربــي، هــي بــيــع الــبــيــض دون عــلــم والــدهــا، مــمــا عــرضــهــا لــلــعــقــابــ”.

وأفــاد أحــد ســكــان مــخــيــم “نصرة الــرســولــ” فــي مــنــطــقــة قــاح قــرب بــلــدة أطــمــة شــمــال إدلــب، والــذي تــقــيــم فــيــه رهــف وعــائــلــتــهــا أن الــأب مــتــزوج مــن امــرأتــيــن ويــجــبــر أطــفــالــه الــثــلــاثــة عــشــر عــلــى الــعــمــل لــتــأمــيــن الــمــال لــه،

ومــعــروف بــتــعــنــيــفــه لــأفــراد عــائــلــتــه بــشــكــل دائــمــ” كــمــا أكــد مــصــدر لــم يــرغــب بــالــكــشــف عــن اســمــه،

أن الــصــورة الــتــي جــرى تــداولــهــا عــبــر وســائــل الــتــواصــل الــاجــتــمــاعــي وتــظــهــر فــيــهــا طــفــلــة حــلــيــقــة الــرأس وعــلــى جــســدهــا أثــار كــدمــات وضــرب شــديــد،

تــعــود إلــى رهــف وهــي صــحــيــحــة. وعــبــّــر نــاشــطــون عــبــر مــواقــع الــتــواصــل الــاجــتــمــاعــي عــن غــضــبــهــم، عــقــب انــتــشــار قــضــيــة رهــف،

وذلــك بــعــد مــرور أســبــوع عــلــى خــبــر وفــاة الــطــفــلــة نــهــلــة الــعــثــمــان الــتــي تــوفــيــت عــقــب تــعــرضــهــا لــتــعــنــيــف وتــقــيــيــد بــالــســلــاســل واحــتــجــاز داخــل قــفــص مــن قــبــل والــدهــا،

وتــضــاربــت الــروايــات حــول أســبــاب الــوفــاة مــا بــيــن تــصــريــحــات الــوالــدة ونــشــطــاء بــلــدتــهــا كــفــرســجــنــة،

ونــشــرت هــيــئــة تــحــريــر الــشــام نــتــائــج الــتــحــقــيــق الــتــي اكــتــفــت بــتــجــريــمــه فــي إهــمــالــهــا دون الــتــســبــب بــوفــاتــهــا. وحــذرت الــيــونــيــســف فــي آذار الــمــاضــي مــن أن وضــع الــعــديــد مــن الــأطــفــال والــأســر فــي ســوريــا لــا يــزال مــحــفــوفــاً بــالــمــخــاطــر ،

بــعــد مــرور 10 ســنــوات عــلــى الــحــرب فــي الــبــلــاد، مــشــيــرة إلــى أن الــوضــع “مقلق بــشــكــل خــاصــ”، حــيــث تــم تــســجــيــل أكــثــر مــن 75٪ مــن الــانــتــهــاكــات الــجــســيــمــة ضــد الــأطــفــال فــي شــمــال غــرب الــبــلــاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى