إيران ترسل جيشاً من “الجن” إلى سوريا.. حكايا يشيب لها شعر الرأس (فيديو)

تطيح الأزمات الكبرى بالاستقرار الاجتماعي لأي جماعة بشرية، وتفقد تلك الجماعات شيئاً فشيئاً، عناصر توازنها الفكرية والنفسية والروحية، خاصة عندما يطول أمد تلك الازمات، كما هو الحال في عموم مناطق سوريا، ويتركز قلقها على الخـ.ـشية من الوقوع تحت سيـ.ـطرة القوى الأجنبية، وفقدان هوية الكـ.ـيان الخاص الجماعي، وتستنفر، للحيـ.ـلولة دون ذلك، كل قواها الواعية.. وأحيانا اللاواعـ.ـية.
مقدمة:
يسلط هذا التحقـ.ـيق من تحقيـ.ـقات “صحيفة جـ.ـسر” الضوء على ظاهرة تفـ.ـشي”الاعتـ.ـقاد” بين سكان أرياف دير الزور، الواقـ.ـعة تحت سيطـ.ـرة قـ.ـوات سوريا الديمقراطية، بدور “الجـ.ـن” والشـ.ـياطين في حياة الأفراد والعـ.ـائلات هناك.
ومع أنّ الظـ.ـاهرة قديمة قدم الحـ.ـضارات البشرية، ومعروفة في كافة المجتمـ.ـعات، ومنها مجـ.ـتمع المنـ.ـطقة، إلا أن اتسـ.ـاع قاعدة الإيمـ.ـان والتـ.ـأثر بها، وتحميلها مسؤولية أحداث واقـ.ـعية على نطاق واسع، صار ظـ.ـاهرة بحد ذاته في منطقة شرق الفرات، وهي أحدى المناطق الأكثر تضرراً من كافة النواحي، جراء الصـ.ـراع الممتد لعشر سنوات في سوريا.
منطقة منكـ.ـوبة تاريخياً
المنطقة موضوع هذا التحـ.ـقيق، والممتدة جغرافياً بين ثلاث محافظات سورية هي دير الزور والحسكة والرقة، رزحـ.ـت تحت سلطة تميزيّة قاهـ.ـرة لنظام الأسد، لمدة نحو نصف قرن، حيث حـ.ـرمت المنطقة أكثر من أي منطقة سورية أخرى، من التعليم والعمل والخـ.ـدمات، على الرغم من كونها تمثل “سوريا الغنـ.ـية”، التي يستخـ.ـرج منها النفط والغاز،
وتعد المورد الأول للأقـ.ـماح والقطن والمحاصيل الزراعية الأخرى في البلاد. مع اندل.اع الثـ.ـورة السورية، حاول النظام قـ.ـمع المظـ.ـاهرات بالعنـ.ـف، لكن سـ.ـرعان ما تسـ.ـلح أهالي المنطقة وتمكـ.ـنوا من طـ.ـرد النظام من معظم مناطـ.ـقهم، خاصة الأرياف، إلا أن تجـ.ـربة “الجيـ.ـش الحر” مالبثـ.ـت أنْ انعطـ.ـفت انعـ.ـطافة حـ.ـادة وخطـ.ـيرة نحو الصـ.ـراع الذاتي، مع اكـ.ـتشاف إمكانية استثمار حقول النفط، ونشبـ.ـت صـ.ـراعات بين العديد من فصـ.ـائله على خلفية ذلك ووفق خطـ.ـوط صـ.ـدع قبلية عمـ.ـقتها المصـ.ـالح الاقتصادية المستجدة.
في تلك الفترة ظـ.ـهر تنظـ.ـيم جبهة النصـ.ـرة وخـ.ـاض نوعاً من الصـ.ـراع مع الجـ.ـماعات القـ.ـبلية للسـ.ـيطرة على الموارد الاقتصادية، لكن موجـ.ـة الـ.ـصراع الأعـ.ـنف جاءت مع ظـ.ـهور داعـ.ـش في المنطقة، و استـ.ـيلاءه عليها بالقـ.ـوة،
وحكـ.ـمها بقطـ.ـع الرؤو.س والتنكـ.ـيل بالسكان لنحو ثلاث سنوات، ثم جاءت “الحـ.ـرب على الارهـ.ـاب”، التي شاركت فيها معظم القـ.ـوى العظمى، لتـ.ـصب جحـ.ـيم اسلـ.ـحتها الفتـ.ـاكة على المنطقة، دون تمـ.ـييز غالباً بين المتطـ.ـرفين والمدنيـ.ـين. ومازالت تلك القـ.ـوى تحـ.ـكم المنطقة بشكل مباشر أو عبر حليـ.ـفتها ق.ـوات سوريا الديمـ.ـقراطية، لكن دون أي استـ.ـراتيجية أو خـ.ـطة واضـ.ـحة لإعادة بناء المجتـ.ـمعات المدمـ.ـرة بفعل تلك الحـ.ـروب المتـ.ـواصلة.
أمّا الظاهرة المعنـ.ـية التي نحن بصـ.ـدد تناولها اليوم، تتمثت.ـل بالاقتـ.ـناع لدى السكان، بأنّ ايران ارسلـ.ـت جيـ.ـشاً من “الجـ.ـن”، للعبـ.ـث باستقرـ.ـار المنطقة، وبـ.ـث الفـ.ـتن بين سكانها، وقد تحـ.ـرّت جسر ما يتـ.ـداوله السكان حول ذلك من عدة مصادر،
هي: أشخـ.ـاص قالوا إنّهم عانوا من الظـ.ـاهرة، وجـ.ـاؤوا بأدلة مـ.ـادية إلى ما ذهبوا إليه، ورجـ.ـل ديـ.ـن، يعمل فيما يسمى الرقيـ.ـة الشـ.ـرعية، وهي مهـ.ـنة تقوم على طـ.ـرد الشـ.ـياطين من جسـ.ـد شخص “تلبـ.ـسته” الشياـ.ـطين أو الجـ.ـن، من خلال تلاوة آيات قـ.ـرآنية محددة.
ما الظاهرة ومتى بدأت؟
الشاب (أ.ع) وهو أحد من قالوا أنهم تعـ.ـرضوا لهجـ.ـمات الجـ.ـن، قال لجـ.ـسر: “تحدث لدينا هذه الأشياء من ثلاث سنوات، لكنْ لم نكتـ.ـشفْ الأمر إلا مؤخراً، عندما ازدادت الحـ.ـالات، وتم اكتـ.ـشاف العديد من الممـ.ـسوسين،
الذين تـ.ـحدثوا عن الأمر،”. أمّا عن سبب التكـ.ـتم على هذا الأمر حتى الآن، مادام بكل هذا الاتسـ.ـاع، فقال الشاب:”إن المنطـ.ـقة عشـ.ـائرية، والتحـ.ـدث بهذا الأمر شيء معـ.ـيب، كما أن بعض الاشخاص يعتقـ.ـدون أنهم اذا تحـ.ـدثوا به لن يصـ.ـدقهم أحد وقد يصبحوا سـخـ.ـرية للآخرين”.
وعن تجربته الخاصة يقول (ع.م)” ذات يوم فقـ.ـدت نقوداً كنت قد خبـ.ـأتها في منزلي، وبالصـ.ـدفة بعد أيام وجـ.ـدتها في مرحـ.ـاض البيـ.ـت مع ثياب، المـ.ـلابس كانت لجـ.ـيراني، ثم فقدت مصـ.ـاغاً ذ.هبياً مخـ.ـبأ في مخـ.ـدة، والمخـ.ـدة لا أحد يدري بها،
وبعد مدة وجـ.ـدنا المصـ.ـاغ داخل “بالو.عة” المرحـ.ـاض أيضاً، فتـ.ـواصلنا عندها مع أحد الرقـ.ـاة، لأننا شـ.ـعرنا أنّ الفعل فعل جـ.ـن وليس إنـ.ـس. شرحـ.ـنا له الأمر، ونحن لم نكن نصـ.ـدق ما يحدث في البداية، والراقـ.ـي أخبرنا أنّ ثـ.ـمّة أشخاص تلبـ.ـسهم الجـ.ـن يقومون بهذه الأفعال، وتكلم الراقي مع الجـ.ـني الذي سـ.ـرقنا، واخبره أنه يفعـ.ـل ذلك بقصد إحـ.ـداث فـ.ـتنة في المجتمع”.
وأضاف أنّ معظم المسـ.ـروقات يعثـ.ـرون عليها في أماكن قـ.ـذرة، مثل المراحـ.ـيض، وحظـ.ـائر الحيـ.ـوانات، والأمـ.ـاكن المهجـ.ـورة، “. وقال :”إن أحد اقـ.ـاربه فقد مبـ.ـلغ ٤ الاف دولار، إضافة إلى مبـ.ـلغ بالعملة السورية، وكان لديهم شخص في العائلة ممـ.ـسوس، فتكلم بلـ.ـسان الجـ.ـن، وقال لهم النقـ.ـود في المكان الفـ.ـلاني، وعندما ذهبوا وجدوها فعلاً، لكنها ممـ.ـزقة بشكل كامل”.
ويضيف الشاب أنّ الراقـ.ـي أخبرهم أنّ “هناك مـ.ـوجة جـ.ـن عددهم حوالي ٨ مـ.ـليون، باعـ.ـتراف أحد الجـ.ـن الذين كانوا يتلبـ.ـسون أحد الأشخاص، وهم، نقلاً عن الراـ.ـقي، جاؤوا من منطقة الشـ.ـامية (الجهة المقابلة من نهر الفرات المتـ.ـصلة ببادية الشـ.ـام)،
ويقودهم ١٥٠ ألف سـ.ـاحر، بعد أن أرسلتهم إيران إلى المنطقة”. وأقـ.ـرّ الشاب انّ ذلك لا يصـ.ـدق، وأن “الناس خـ.ـارج المنطقة سيعتبـ.ـرونه نوعـ.ـاً من التخـ.ـريف، أو ضـ.ـرباً من الخـ.ـيال، لكن هذه الأشياء حـ.ـدثت بالفعل، ورأيـ.ـناها بأعيننا ولمـ.ـسناها لمـ.ـس اليد”.
أما الشاب (ح.ع) وهو ممن يقـ.ـولون أنّهم تعـ.ـرضوا لذلك أيضاً فيؤكد ماجاء به الشـ.ـاهد السابق ويقول: “نخـ.ـبئ الأموال والمصـ.ـاغ، في مكان لا يخطـ.ـر ببال أحد، او يمـ.ـكنه الوصول إليه، لكن عـ.ـندما نضـ.ـع مع المال والمصـ.ـاغ آية قـ.ـرآنية أو مصحـ.ـف أو نسمـ.ـي عليه باسـ.ـم الله، فلا يفقد، أمّا إذا رمـ.ـيته بشكل عشـ.ـوائي فإنّ الجـ.ـن يسـ.ـرقه.
يقول الشاب أيضا: “سـ.ـرق من عندنا مصـ.ـاغ ووجـ.ـدنا في حـ.ـجر الحـ.ـمام “التواليـ.ـت”، وكانت هذه أول حالة حـ.ـدثت عندنا، ولم نكن نـ.ـصدق أن السـ.ـارق هو الجـ.ـن، وكنا نعتقد أنّ الأمر بفعل فاعـ.ـل، لكن حدثت بعد ذلك حـ.ـادثة أخرى، مع ابن عم لي هذه المرة، وكان يخـ.ـبيء أمواله بحـ.ـرص شديد خـ.ـوفا من سـ.ـرقتها، لكنه فجـ.ـأة فقد ذلك المال، وعندما بحث عنه، وجده في حـ.ـجر المرحـ.ـاض أيضاً، وهذه قصـ.ـص حدثـ.ـت أمامي وليسـ.ـت من الخـ.ـيال”.ـ
أما حمد شامان، وهو را.قٍ شـ.ـرعي يلجـ.ـأ إليه السكان لمعـ.ـالجة هذه الحالات فيقول: ” إنّ حالات المـ.ـس قد كثرت في منطقتهم في الآونة الأخيرة، ولا يوجد بيت ليـ.ـس فيه عين (شخـ.ـص أصـ.ـابه آخر بالعـ.ـين بسبب الحسـ.ـد) أو مسـ.ـ أو سحـ.ـر”.
أمّا منْ يقف وراء هذا الأمر فيقول إنّه اسـ.ـتقى معلوماته من عشرات الحالات من الممـ.ـسوسين الذين عالـ.ـجهم، “حيث يردُّ الـ.ـجـ.ـن لدى سؤاله من أين أتيت، بالقول: أتيت من إيران.. من قمت.ـ. ولدى سؤاله من أتى معـ.ـكم؟
يرد الجـ.ـن بأنّه أتى معهم أكثر من ١٠٥ آلاف سـ.ـاحر”. ويقول الراقت.ـي بأنّ تعداد الجـ.ـن الذين “انتشـ.ـروا في منطقة شرق الفرات هو، كما يقول الجـ.ـن، بين ٨ إلى ٩ مليـ.ـون، من الجـ.ـن والشيـ.ـاطين أو مردة الشياـ.ـطين”. أمّا هـ.ـدفهم وفق الراقي، وكما أخبره الجـ.ـن فهو “ضـ.ـرب الناس فيما بينها، ونشـ.ر الرذيـ.ـلة بين الناس، وحـ.ـث الناس على الاقتـ.ـتال فيما بينهم”.
ويضيف الراقي:”بعد القراءة عليهم، أنطـ.ـقهم اللـ.ه، في البداية تكلمـ.ـوا فقط باللغـ.ـة الفارسية، ولما طلـ.ـبنا منه أن يخرج من الجسـ.ـم الذي سكن فيه، ومـ.ـسّه، قال لا يستطـ.ـيع، وعندما سألناه لماذا لا تسـ.ـتطيع؟ قال أحدهم: أنا لدي ١٤ نفـ.ـس، وهم عائلتي، وهم محجـ.ـوزين في قم، وإذا خـ.ـرجت من هذا الجـ.ـسد، ولم أقم بالمهـ.ـمة الموكلة لي، في هذه المنطقة، سيقـ.ـضى على عائلتي”.
أدلة مـ.ـادية!
يشعر كل من قابلـ.ـناهم بأنّ ما يرونه لنا عـ.ـصي على التـ.ـصديق، ويجهـ.ـدون انفـ.ـسهم لاقناـ.ـع الآخرين بحقيقة ما يرونه من خلال أدلة مـ.ـادية وعينية. الشاب (ع.م)، أرانا مخـ.ـابيء المال والمصـ.ـاغ الذي سـ.ـرق، وهو مخـ.ـدة مغـ.ـلقة قال أنّ في منزلهم منها مئة واحدة أخرى، ولا أحد يعلم أنّه وضـ.ـع مصـ.ـاغاً ذهبياً فيها إلا أنّ أحـ.ـدهم سـ.ـرق ذلك المصاغ،
دون أنْ يحدث في المخـ.ـدة أي شـ.ـق أو ـ.ـخـ.ـرق. أيضاً أشار إلى تجـ.ـويف في مروحة سقـ.ـف منزله، قال أنه خـ.ـبأ فيه مصـ.ـاغاً، وأنّ لا أحد يعلم بذلك سـ.ـوى شخص واحد من عائلته، إلا أنّ المصـ.ـاغ قد سـ.ـرق، ولكي يثبت كون السـ.ـارق من “الإنـ.ـس”، يقول:” لو كان الأمر كذلك لتـ.ـصرف بالمسـ.ـروقات، هو فقط يضـ.ـع أغـ.ـراضنا عند الآخرين، ويجـ.ـلب لنا مسـ.ـروقات من عندهم، لكي يضـ.ـربنا ببعـ.ـضنا.. لو كان السـ.ـارق إنس.ـاناً لتصـ.ـرف بها، لاسـ.ـتفاد منها بطريقة أخرى”.
ودلنّا أيضاً على شجـ.ـرة توت كبيرة، وقال بأنّ أحد الممـ.ـسوسين أخبرهم بأنّ الجـ.ـن يخبئ المسـ.ـروقات في تجويف داخل جـ.ـذعها، وأنّهم عندما لقبـ.ـوها، وجـ.ـودوا أنّ الشـ.ـجرة مجـ.ـوفة بالفعل، وبأنّ قسـ.ـماً من المـ.ـسروقات كان هناك.
وأضاف:” أحيانا يخـ.ـبرنا الشخـ.ـص الممسـ.ـوس أنّ أغـ.ـراضنا توجد في المنطقة الفـ.ـلانية، وعندما نأتي إلى المكان نجد آثـ.ـاراً فقط للغــ.ـرض المفقود، لكننا لا نجد الغـ.ـرض بحد ذاته، لكنْ بعد يومين أو ثلاثة، وبعد أن نـفقد الأمل في العـ.ـثور عليه، نتفـ.ـاجأ بوجوده في المكان الذي حدده الممـ.ـسوس”.
أما الشاب (أ.ع) فيقول أنّ الأغراض المسـ.ـروقة، سواءً كانت ثياب أو نقـ.ـود أو ذهـ.ـب، نجد عليها حـ.ـروق طفـ.ـيفة، في إشارة منه على ما يبدو إلى يتم تداوله عن “الطبـ.ـيعة النـ.ـارية للجـ.ـن والشـ.ـياطين”.
طفلة الراقي ممـ.ـسوسة!
يقول الراقي حمد شومان، “إنّ الجـ.ـن يسـ.ـرق بغـ.ـرض الفـ.ـتنة.. إنّه يحمل الغـ.ـرض العائـ.ـد لك، ويضعه لدى جـ.ـارك”، وضـ.ـرب مثالاً بعائلة (ح. ن)، التي ظهـ.ـر لديها طفل “ممسـ.ـوس” على حد وصفه، وعند سؤال الجـ.ـني الذي يتلبـ.ـسه كما يقول الراقـ.ـي أجـ.ـاب الجـ.ـن:” أنا جئـ.ـت من الحسكة”. وعندما سأله كم جنـ.ـياً انتم؟، قال إنه “جاء هو وامه وثلاثة من أخـ.ـوته”. واضاف الراقـ.ـي أنّ الجـ.ـن أخبره بأنّ “أمهـ.ـم تسـ.ـرق من أجـ.ـلهم”.
من القصص التي يرويها الراقي، الذي يقول أنّ المنطقة تعـ.ـج بعشـ.ـرات الألوف من ـحـ.ـالات المـ.ـس، هي أنه “في أحد المنازل التي دعـ.ـي إليها، كان يوجـ.ـد طـ.ـفلة عمرها ١٤ سنة، وعندما قام برقـ.ـيتها، تكلـ.ـم الجـ.ـن، وأخبره بأنّه آتٍ من قرية من قرى إيـ.ـران،
وقال الجـ.ـن أنهم ثلاثة أشخاص، هو وزوجته وابنه، ولدى سؤاله ما اسم ابنك؟ قال انّ اسمه “حمـ.ـودة” وعندما سأله أين ابنك؟ قال له الجـ.ـني:” ابني (مـ.ـسّ) طفـ.ـلتك”، أي طفـ.ـلة الراقـ.ـي ذاته، ويضـ.ـيف الراقي”بالفعل أنا لدي طفـ.ـلة ممست.ـوسة”،
ويضيف “عندما تكلـ.ـمت، مع الجـ.ـن الذي يتلـ.ـبسها، وسألته من أين اتيت، قال له جـ.ـئت من بقـ.ـرص (قرية في ريف دير الزور الشرقي تقع تحت سيطـ.ـرة الميلشـ.ـيات الإيرانية ويفصلـ.ـها عن الشحيـ.ـل نهر الفرات). ويقول، بأنّ معـ.ـظم “قـ.ـادة” جـ.ـيش الجـ.ـن،
وعددهم نحو مئة ألف سـ.ـاحر، يقطنـ.ـون في مدينة الرقة، إلا أنّ الجـ.ـن اخبروه أيضا بأنّ “أكبر سـ.ـاحر في الشرق الأوسط، يتمـ.ـركز في محافظة دير الزور، وتحـ.ـديداً في قرية بقرص (في ريف دير الزور الشرقي)، وقد جاء من إيران، مع الميلـ.ـشيات الشيـ.ـعية، لضـ.ـرب الناس ببعـ.ـضها، وإبعـ.ـادهم عن ديـ.ـنهم، وبـ.ـث الرذيـ.ـلة والفحـ.ـش بين أهالي المنطقة”.
الراقي قال:” أتاني اشخـ.ـاص يقولون يطـ.ـلق علي حجـ.ـارة، من جـ.ـيراني”، ويؤكد الراقـ.ـي حـ.ـدوث ذلك، ويحدد منطقة وقـ.ـعت فيها هي ” …” قرب مدينة الشـ.ـحيل، ويضيف أنّه عندما ذهـ.ـب إلى المكان، تبين له أنّه ليـ.ـس الجيران من يرمـ.ـيهم بالحجـ.ـارة، بل”الجـ.ـن”. ويذهـ.ـب الراقي أبعد من ذلك، ويقـ.ـول بأنّه حـ.ـدث لدى جيـ.ـرانه أنْ كان لديهم حـ.ـفلة عـ.ـرس،
وعندما قدموا الطعام في صواني “مناسـ.ـف”، فجأة امتلأت الصـ.ـواني بالحجـ.ـارة، وعندما بحـ.ـثنا في الموضـ.ـوع تبين أنّ الجـ.ـن وراءه.
وآكد الراقـ.ـي:” أنّ هذه الأحداث موجودة في المنطقة منذ القـ.ـدم، إلا أنّها في الوقت الحـ.ـاضر زادت بشكل كبير، ولم يعـ.ـد هناك بيـ.ـت إلا وفيه هذه الحالة”.”ويقدر الراقي عدد المصـ.ـابين بالمس بـ “عشـ.ـرات الآلاف”، ويقول أنّ الحـ.ـالات لا تقتـ.ـصر على مدينة دير الزور، بل هي منتـ.شرة في المنطقة المحـ.ـاذية لنهر الفرات، “من منـ.ـبج )قرب الحدود التركية)، إلى بلدة الباغوز (على الحدود السورية العراقية)”.
ويؤكد الراقي ما يذهب إليه بقوله:”لديـ.ـنا الكثير من نـسـ.ـائنا بدأن يتحدثن اللهـ.ـجة الشـ.ـامية (الدمشقية)، هنّ لم يذهـ.ـبن إلى دمشق مطلـ.ـقاً، فمن أين تعلمن ذلك؟”، ويؤكد الراقـ.ـي:” أنا لدي طفلة صغيرة، بدات تتحـ.ـدث باللهـ.ـجة الشامية، وهي لم ترَ الشام (دمشق) ابداً، وعندما رقيـ.ـتها، وجدت أنّ جنـ.ـياً قد مسّـ.ـها، وعندما سألته من أين أتيت، قال لي جئـ.ـت من مدينة عربين، قرب دمشق!!.
الأخصائي النفسي، الدكتور محمد الجندل، وهو اسـ.ـاساً من منطقة ريف دير الزور، ويـ.ـزاول عمله اليوم في مدينة استنبول التركية، علّق على هذه الظـ.ـاهرة بالقول:”تتعت.ـرض المجتمعات البشرية إلى حالة من النكـ.ـوص النفـ.ـسي،
كاستـ.ـجابة للأزمات الكبيرة، خصـ.ـوصا إذا طال أمد تلك الأزمـ.ـات، يكون ذلك باللجـ.ـوء لتفسير الظـ.ـواهر بشكل غيـ.ـبي، وقد يأخذ ذلك شكـ.ـل خـ.ـرافي وأمور أخرى، عادةً ماتكون موجودة ضمن ثقـ.ـافة تلك المجتمعات، كالسـ.ـحر وتلبـ.ـس الجـ.ـن في مجتمعاتنا العربية كمثال شـ.ـائع”.
أمّا الدكتور عبدالرحمن الحاج، المختص بالدراسـ.ـات الإسـ.ـلامية، فقال:”على الرغم من أنّ الإيـ.ـ،مان بعـ.ـوالم غير مرئـ.ـية، هي جزءٌ أصـ.ـيل من الاعتقـ.ـاد الديـ.ـني الإسـ.ـلامي، وبشكل خاص عالم المـ.ـلائكة وعالم الجـ.ـن، ولكنْ في غـ.ـالب الأحيان قضـ.ـايا السـ.ـحر والخـ.ـوارق التي لا يجد لها الناس تفـ.ـسيراً يتم إحالتها إلى تلك المخـ.ـلوقات اللامـ.ـرئية،
وتزداد ظاهرة الإحالة إلى القـ.ـوى الخارقة للجـ.ـن للتدخـ.ـل في الحـ.ـياة اليومية في المجتـ.ـمعات المقهـ.ـورة والمهـ.ـمشة؛ إذ ْ يمكن أنْ تمنـ.ـحهم تفسيراً يتيحـ.ـ لهم قدراً من الرضـ.ـا،
يعينهم على مواجـ.ـهة الحـ.ـياة القاسـ.ـية، وهو أمرٌ لا علاقة له بالديـ.ـن، بقـ.ـدر ما له عـ.ـلاقة بالأشـ.ـخاص ومحيطـ.ـهم وظـ.ـروفهم”.
المصدر: صحيفة جسر
رابط الموضوع الأصلي هنا