ترامب و إيران ونار محتدمة في المحيط
بالرغم من تصاعدات الأزمة الحالية في العالم لموجة الوباء الكبيرة لفايروس كورونا المستجد،
إلا أن رئيس الوزراء الأميركي ترامب قد نجح في لحظة معين بأن يقوم بصرف بصر العالم بأجمعه عن هذه الحالة،
حيث صرح عن خبر آخر أصبح للكثيرين بعض الشيء أكثر أهمية من الفايروس ”كورونا”،
حدث ذلك بعد ما طلب من القوات العسكرية للولايات المتحدة بتدمير كل زورق إيراني يقترب من السفن الأمريكية، في تغريدةٍ جاءت على ما يعتبر رداً على اقتراب زوارق إيرانية من محيط سفن أميركية في مياه الخليج العربي.
يعيش ترامب سنته الانتخابية الجديد سنة كان لها أن تبدو سهلةً ومريحةً له قبل تفشي وباء كورونا،
وما ألحقه من هذا الوباء بالاقتصاد الأميركي بأخذ المستقبل بعين الإعتبار،
وأيضا تهاوي أسعار النفط وتسجيله أول مرة أرقاماً بدت غير معقولة لغير الملمّين بخفايا النفط وصناعته.
وصل عدد الأميركيين الذين فقدوا وظائفهم بسبب جائحة كورونا إلى نحو 25 مليون مواطن،
في وقتٍ تشير التوقعات إلى أن العدد قد يرتفع خلال أيام،
خصوصا في أجواء تعطّل حركة الاقتصاد الأميركي والعالمي،
من دون أن تكون هناك أي مؤشرات أو بوادر لقرب القضاء على هذا الفيروس.
يبدو أن انهيار أسعار النفط سبب حرجاً كبيراً لترامب أمام شركات النفط الأميركية، بعد أن فقدت كثيرا من أسهمها، بفعل تراجع تاريخي لأسعار النفط،
يعود إلى التنافس الروسي السعودي الذي أغرق سوق النفط، ما أدى إلى هبوط الأسعار في وقتٍ كانت غالبية مصانع العالم ومحرّكاته معطلةً بفعل الحجْر الصحي،
جرّاء تفشّي كورونا ودخول فصل الصيف، حيث يقل استهلاك النفط.
سنة ترامب الانتخابية التي كان يريدها سنة للإنجاز، لا تمرّ بالطريقة التي كان يأملها
فهناك “الولايات المتحدة وضعت 122 هدفاً إيرانيا في العراق سيتم قصفها وتدميرها،
في حال انطلقت شرارة المواجهة”معوقاتٌ كثيرة باتت تعترض طريقه،
خصوصا وأن نقمة شعبية تتزايد، بسبب اتهامات لترامب بانه تأخر في الإجراءات الخاصة لمنع تفشّي وباء كورونا، وأنه فضل حماية الاقتصاد على حماية أرواح الناس،
ما دفعه إلى معاودة اتهام الصين؛ مرة بعد أخرى، بأنها هي من أخفت المعلومات المتعلقة بالفيروس، ما أسهم في سرعة انتشاره.
كان الرئيس الأميركي يتطلع إلى أن تكون سنة الانتخابات فرصةً لكتابة فصل جديد من فصول المغامرة الترامبية التي بدأها قبل أكثر من أربعة أعوام،
عندما ترشّح للرئاسة بأفكار وأداء وصفه بعضهم بأنه غريب،
ولكن الرياح لم تأتِ هذه المرّة كما تريدها سفن ترامب.
يجد ترامب نفسه محرجاً أمام جمهوره،
ويبدو أنه بات بحاجة إلى تحريك مياه العالم الراكدة، ليس من أجل الخروج من مأزقه وأزمته،
وإنما أيضا لإخراج العالم من ركود وكساد باتا يهددّان اقتصاده، وربما ليس هناك من خيارٍ أفضل من خيار الحرب.
الحرب التي لا يحبها ترامب قد تكون طوق نجاته في عامه الانتخابي الحاسم، فهو يدرك جيداً أنه بات بحاجةٍ إلى نصر، ولو كان محدوداً،
وأنه يعرف ايضاً أن هناك رغبة لدى أطراف أخرى في العالم لشنّ حرب،
وتحديداً على إيران، بمعنى أن هناك استعدادا لدى تلك الأطراف من أجل أن تموّل الحرب،
وأن تدفع تكاليفها، شرط أن تحقق لها ما تريد من تلك الحرب.
شاهد آخر أسعار العملات التي تجدد على مدار الساعة و قم بإستخدام أدوات التحليل الفني الموجودة على موقعنا من هنا...