close
القصص

قصة وعبرة…الطفل اليتيم وعمه

فخرجت إليه بنت صاحب البئر ، استأذن اليتيم من البنت أن يشرب من الماء فأذنت له ، وعندما أمسك بقربة الماء ، ووضعها بين شفتيه، وقد شرب قدر فنجان قهوة
من الماء البارد ،

وفجأة جاءت البنت واختطفت القربة من بين شفتيه ، عجب اليتيم واحتار في أمرها أشد العجب والحيرة ، كيف تخطف من فمه قربة الماء وهو يعاني من عطش الصحراء معاناة شديدة !! ؟

طلبت البنت من اليتيم أن يدخل ديوان والدها الغائب عن البيت ، وذبحت البنت له شاة وأحسنت ضيافته ، وأكرمت نزله ،
كأفضل ما يكرم العربي ضيفه ،

ثم جاءت له بعد ذلك بقربة الماء ، وطلبت منه
أن يشرب الآن كما يريد ،
أكل اليتيم وشرب وحمد الله وشكر فضله .
سأل اليتيم البنت :
لماذا رفعت القربة عن فمي وأنا شديد العطش !!؟

أجابت البنت : الرجولة في الصبر …
قال اليتيم : أنني أبحث عن هذه الكلمة منذ عشر سنين ولم أيأس ، لقد بعثت ِ الحياة بداخلي من جديد ، فما تفسيرها ؟ . قالت له : لو شربت من ماء القربة حتى ارتويت لما أكلت من الطعام الذي أعدد ته لك كما أكلت الآن ، فالرجولة في الصبر . …

سألها اليتيم : أين أبوك ؟
قالت له : إن أبي يسقي الماء بالماء…?!!
ثم سألها : أين أمك ؟
قالت أمي تخرج كل يوم لتغضب الله..? !!
ثم سألها :أين أخوك ؟ قالت أخي يعارك الهواء .?!!

قال لها : إنني أسمع منك كلاما عجبا ، فهل من تفسير لما تقولين ؟
قالت : نعم . أما أبي الذي يسقي الماء بالماء ، فهو يمتلك مزرعة زرعها بنبات البطيخ ، والبطيخ ماء يرويه أبي بالماء.
وأما أمي التي تغضب ربها ،
فتذهب كل يوم إلى المقبرة ، تبكي على ولد لها ، أخذ الله وداعته ، ثم تعود لاطمة خديها ، ناشرة شعرها ، ممزقة ثيابها
.
وأما أخي الذي يعارك الهواء ،
فهو يخرج إلى الغابات كل يوم يصيد الغزلان والأرانب وما شاء الله له من رزق الصيد ، وإنني هنا كما تراني وحيدة صابرة في البيت ، وعلى الرغم من أنني أنثى ، فإنني أصبر صبر الرجال ، فالرجولة في الصبر.

لمشاهدة باقي القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى