close
منوعات

عيد النوروز في تركيا 21 آذار من كل عام

تحتفل شعوب آسيا الوسطى والصغرى والغربية وجنوب القوقاز بعيد النوروز أو النيروز، الذي يوافق رأس السنة وفق التقويم الشمسي. والنوروز كلمة فارسية مركبة من “نو” بمعنى جديد و”روز” وتعني يوم. وقد عرب الاسم قديما وظهر في المعاجم التراثية مثل لسان العرب باسم «النيروز».

وتعود الاحتفالات بعيد النيروز إلى أكثر من 2000 سنة. وفي عام 2009 تم إدراجه في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

ويعتبر الإيرانيون حلول النيروز تزامنا مع تجدد الطبيعة مع بداية فصل الربيع رسالة لها معان إيجابية كثيرة كالتفاؤل والحب والأمل والسلام.

وهناك روايات وأساطير متعددة حول أصل عيد النيروز وسبب الاحتفال به. كما تعددت الروايات التي تحدثت عن أصل النيروز، فالأسطورة الفارسية تقول إن ملكا كان اسمه “جمشيد” أوتي سلطانا واسعا على الجـ.ـن والإنس، ونقل إلى جميع ممالك حكمه على سرير/ عرش ذهبي مرصع بالجواهر في يوم حلول الشمس في برج الحمل، فتم تقديس ذلك اليوم.

وهناك رواية فارسية أخرى تقول إن الملك الفارسي جمشيد، وكان يدعى “جم”، كان يسير في العالم وحين وصل إلى أذربيجان أمر بنصب عرش، وحين جلس عليه أشرقت الشمس وسطع نورها على تاج وعرش الملك فابتهج الناس، وقالوا: هذا يوم جديد. ولأنّ الشعاع يقال له في البهلويّة “شيد” أضيفت الكلمة إلى اسم الملك فأصبح جمشيد، وقيل إن هذا أصل الاحتفال بهذا اليوم.

أما الأسطورة الكردية فتقول إن ملكا “ظـ.ـالما” اسمه أزدهاق أوأزيدهاك (مذكور في الشاهنامه باسم الضحاك) كان يذ بـ.ـح كل يوم عددا من الشباب حتى يشفى من مرضه وذلك بناء على نصيحة من كهان، فقام أحد الشباب واسمه “كاوا الحداد” برفقة آخرين بالثـ.ـورة على الملك الظـ.ـالم وتخـ.ـلصوا منه، وأوقدوا النيران على الجبال احتفالا بالحرية والتخـ.ـلص من الاستعـ.ـباد، وصادف احتفالهم دخول الشمس في برج الحمل وحلول الاعتدال الربيعي.

ويربط الأتراك بين عيد النوروز وأسطورة “أرغنكون”. حيث تمكنوا من الخروج من مكان عاشوا فيه لقرون يطلق عليه “أرغنكون” محاط بجبال بها نسبة كبيرة من معدن الحديد. وبعد أن أذابوا الحديد ظهر أمامهم عدة ممرات لم يعرفوا أيها يسلكون، حتى ظهر لهم ذئب أغبر (رمادي) ضخم مشى أمامهم ودلهم على الطريق. فخرجوا وانتشروا في العالم وأسسوا دولهم التي حكمت كل الشعوب. وتقول الأسطورة أن هذا اليوم يصادف يوم النوروز.

النوروز في تركيا

كان الأتراك منذ عهد الإمبراطورية العثمانية، يحتفلون بعيد النوروز، وكانت الاحتفالات تستمر عدة أيام، وبعد تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، بدأت مظاهره تقل تدريجيا، وأصبحت تقام الاحتفالات، وتتركز في المناطق الكردية والشمالية في تركيا.

ولكن الحكومة التركية، أعلنت في سنة 2005م، في منشور وزاري رسمي إلى المراكز التعليمية، تطلب منهم الاحتفال بهذا العيد بصورة رسمية، وأعلنت وزراة التربية و التعليم التركية ذلك.

ويشار في هذا المنشور الوزاري، إلى احتفالات عيد النيروز في بلدان آسيا الوسطى، و يطلب من مدراء المؤسسات التعليمية، أن تقام احتفالات، وبرامج ثقافية، و فنية لهذا العيد في اليوم الأول من شهر الربيع.

وتقام احتفالات واسعة بعيد النوروز، في مدن جنوب شرقي تركيا كدياربكر، وشانلي اورفا، وكهرمان مرعش، ومرسين.

النوروز عند العرب

ولا يُعد عيد نوروز، من الأعياد المنتشرة لدى العرب، إلا أنه المصريين يحتفلون به، ويسمونه شم النسيم، وفي العراق، وخصوصًا جنوب العراق، يسمى محلياً عيد الدخول، وفي عيد النوروز يقصد الناس مدينة المدائن قرب بغداد، والتي تضم مسجد سلمان المحمدي “الفارسي”، والآثار الساسانية، مثل طاق كسرى.

نوروز وعيد الأم في سوريا

لم يكن عيد الأم في سوريا يوم عطلة رسمية رغم إقراره عيداً من قبل السلطات في 21 مارس /آذار بعد أن اعتمدته مصر في عام 1956.

ولكن بعد احتـ.ـجـ.ـاجات الأكراد في عام 1986 وإصـ.ـرارهم على الاحتفال بعيد نوروز علناً، جاء قرار حافظ الأسد في عام 1988، بإعلان يوم 21 مارس/آذار ، يوم عطلة رسمية، ولكن ليس بمناسبة عيد نوروز بل بمناسبة عيد الأم.

ورغم اعتماده عطلة رسمية في البلاد، كانت الأجهـ.ـزة الأمـ.ـنـ.ـية تحاول منـ.ـع الاحتفال به بوسائل أخرى، مثل فرض يوم “عمل تطوعي” من قبل المؤسسات والدوائر الحكومية والمدارس في المناطق ذات الغالبية الكردية تحت التهـ.ـديد والوعـ.ـيد بملاحـ.ـقتهم بتـ.ـهم سيـ.ـاسية.

أما قبل أن يتم اعتماد يوم 21 آذار، عطلة رسمية، فكانت المدارس تحـ.ـدد مواعيد الامتحانات في هذا اليوم، وإذا صادف يوم نوروز عطلة نهاية الأسبوع، كان يُطلب من جميع الطلاب في الأحياء ذات الغـ.ـالبية الكردية الحضـ.ـور إلى المدرسة من أجل القيام بـ “عمل تطوعي”، وكذلك في بعض المؤسسات الحكومية في مناطق معينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى