close
منوعات

سـ.ـجن شخصاً 21 عاماً لأنه فاز عليه بسباق فروسية.. قصة اغتـ.ـيال باسل الأسد الحقيقية ولماذا

لا شك أن عدنان قصار لن يصدق أنه سيرى نور الشمس، بعد 21 عاماً تحت الظـ.ـلام في سـ.ـجون الأسد، دون أن يعي السبب.

21 عاماً مـ.ـرت في الظلام، والظـ.ـلم والتعـ.ـذيب والقـ.ـهر، فقط لأن حظه العاثر جعله يوماً يتقدم على باسل الأسد في سباق للخـ.ـيل.

لكن الأكيد أن هذا الفارس سيمـ.ـضي وقـ.ـتاً طويلاً قبل أن يجـ.ـرؤ ربما من جديد على العودة إلى صهـ.ـوة جواده.

وفي التفاصيل، أن مرسوم العفـ.ـو، الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، شمل الفارس السابق عدنان قصار، الذي يقبع في السـ.ـجن منذ 21 عاماً،

لفوزه خلال سباق على باسل الأسد، شقيق بشار، الذي أُعيد انتـ.ـخابه في الثالث من يونيو الجاري.

الخـ.ـلاف وصل ذروته أثناء بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط
وصلت الخـ.ـلافات بين الكابتن عدنان قصار وباسل الأسد إلى ذروتها أثناء بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في عام 1993 التي أقيمت في منطقة لنكدونك روسيون بفرنسا.

في مسابقة الفروسية للفرق، كانت المنافسة على أشدها بين المنتخبات المشاركة، حيث إنّ الفريق الذي سيتوج بالذهبية هو من سيتمكن من جمع نقاط أكثر عن طريق فرسانه.

في ذلك اليوم ارتـ.ـكب باسل العديد من الأخـ.ـطاء وأوقع عدّة عوارض، مما تسبب بخـ.ـسارة الفريق عدد كبير من النقاط.

في حين دخل بعد عدنان قصار وتمكن من الخروج من الجولة بدون ارتكـ.ـاب أي خطـ.ـأ، فأعاد رفع معدل المنتخب وتتويجه في نهاية الأمر.

دفع ثمن الفوز 21 عاماً في السـ.ـجون
بعد مرور نحو عام من الحـ.ـادثة كان عدنان قصار خارج الحلبة، ومعه حقيبة مستلزماته ينتظر خروج باسل الأسد من التدريب حتى يتدرب هو الآخر.

بعد دخوله الحلبة بدقائق قليلة تفاجأ بدخول عدد كبير من عناصر الأمن إلى الحلبة واعتـ.ـقاله من على حصانه، موجهين له تهـ.ـمة حيازة متـ.ـفجـ.ـرات داخل حقيبته ومحاولة اغتـ.ـيال باسل الأسد.

زجّوه في أقـ.ـذر سـ.ـجن بسوريا
بعد أن تمّ اعتـ.ـقاله تم تحويله إلى فرع الأمن العسكري في دمشق ومن ثم تم تحويله إلى واحد من أقذر السجون السورية من حيث معاملة الضباط.

وهو سـ.ـجن تدمر العسـ.ـكري الواقع وسط الصحراء، وهو سـ.ـجن خاص يحتجزون به المعتـ.ـقلين العسكريين والسـ.ـياسيين.

لم يتم تحويل قصار لأية محاكـ.ـمة، كما أنه حـ.ـرم من حقـ.ـه بتوكيل محام للدفـ.ـاع عنه، حتى إنه نُقل إلى سجن تدمر من دون أن يعرف عدد السنوات التي سيقضيها.

ونقل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، عن “سجيـ.ـن سـ.ـياسي سابق في سجـ.ـن صيدنايا”،

أنه تم الإفـ.ـراج عن قـ.ـصار، موضحاً أن “قصار كان قد اعـ.ـتقل في العام 1993، عندما كان في سباق للخيل” وأضاف أن “قصار تمكّن من الفوز على باسل الأسد،

شقيق الرئيس السوري الحالي، واعـ.ـتُقل بعدها، وزُجّ به في سجـ.ـن صـ.ـيدنايا العـ.ـسكري. وعند وفـ.ـاة باسل الأسد في العام 1994.

قام سجـ.ـانوه بإخراجه من زنـ.ـزانته، والاعـ.ـتداء عليه بالضـ.ـرب بشكل وحـ.ـشي، من دون أن يعلم قـ.ـصار سبب هذا الاعتـ.ـداء”.

وأكد مـ.ـوقع “عكس السير” الإلكتروني، المُعـ.ـارض للنظام، اتهـ.ـام قصار بحـ.ـيازة متفـ.ـجرات، ومحاولة اغـ.ـتيال باسل، لافتاً إلى سـ.ـجنه دون محاكـ.ـمة، فيما أكد عبدالرحمن أن قصار ليس ناشـ.ـطاً سياسياً.

لم ييأس قصار -بطل دورة البلقان- وهو في السـ.ـجن، فكان يهـ.ـوى حفر الخـ.ـيول على ألواح الصـ.ـابون داخل زنـ.ـزانته، على أمل أن يخـ.ـرج يوماً ليمـ.ـارس مجـ.ـددا رياضته ويعيـ.ـش حيـ.ـاته التي حـ.ـرم منها.

وأخيرا وقبل أيام فقـ.ـط أفرج عن عاشـ.ـق الخـ.ـيل وابن العائلة الدمشـ.ـقية العـ.ـريقة. قيل إن الإفـ.ـراج جاء ضمن ما سمي “بالعـ.ـفو أو المكـ.ـرمة الرئاسية”. لا قضـ.ـاء ولا محـ.ـاكمة ولا محاميا.

ويُعتبر المرسوم الذي أصدره الأسد، بعد أربعة أيام من إعادة انتخـ.ـابه لولاية ثالثة من سبع سنوات، الأكثر شـ.ـمولاً منذ بدء الأزمة في منتصف مارس2011،

وتضمّن للمرة الأولى عفـ.ـواً عن المتـ.ـهمين بارتكـ.ـاب جـ.ـرائم ينصّ عليها قـ.ـانون الإرهـ.ـاب، الصادر في يوليو 2012.

وطالب ناشطون حقـ.ـوقيون بأن يشـ.ـمل العـ.ـفو كل المعتـ.ـقلين، الذين يرجّح أن عددهم تخـ.ـطى 100 ألف شـ.ـخص، بينهم نحو 50 ألفاً مُحتـ.ـجزين في الفـ.ـروع الأمنـ.ـية، من دون توجـ.ـيه تهـ.ـم لهم.

منذ 24 عاماً، وتحـ.ـديداً في يوم 21 كانون الثاني/يناير من عام 1994، أعلن عن مقـ.ـتل باسل، ابن الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، وشقـ.ـيق رئيس النظام الحالي بشار،

في حـ.ـادثة لم تتضـ.ـح جميع تفاصيلها، إنما قيل وقـ.ـتها إن باسل لقـ.ـي مصـ.ـرعه بحـ.ـادث سيـ.ـر وهو في طـ.ـريقه إلى مطار العاصمة السورية دمشق.

وفيما شـ.ـككت مصادر مختلفة بطريقة مقـ.ـتل باسل الأسد، ولا تزال، فقد كان مصـ.ـرعه أكبر هزة يواجـ.ـهها حافظ الأسد الذي كان يعدّه لخـ.ـلافته، حيث كان يشار إلى باسل بصـ.ـفته “وارث” أبيه في الحكم.

بدءاً من يوم 21 من يناير عام 1994، وإثر إعلان مقـ.ـتل باسل، أقفلت مؤسسات الدولة، وتغيّـ.ـب أغـ.ـلب الموظفين عن عملهم لمدة وصلت إلى 15 يوماً،

في بعض الدوائر، مما اضطر إعلام نظام حافظ الأسد، إلى الإعلان عن ضـ.ـرورة عودة الموظـ.ـفين إلى مزاولة أعمالهم،

بعدما واصلوا تغيّبـ.ـهم للمشاركة المطـ.ـولة في الحداد على باسل، والذي قـ.ـام أحد رجال الديـ.ـن المحـ.ـسوبين على حافظ الأسد، بإصـ.ـدار فتـ.ـوى تعدّ باسل من “الشـ.ـهداء”، علماً أنه كان يقـ.ـود سيارته المدنية، متوجهاً إلى المطار، بحسب الرواية الرسمية.

شكّل الأمر صاعـ.ـقة نزلت على حافظ الأسد الذي أعلـ.ـنت وفـ.ـاته بعد ست سنوات من مـ.ـصرع ابنه الأكبر. فبدأ يكثر من استـ.ـقبال رجال الديـ.ـن من مختـ.ـلف الطـ.ـوائف،

لسـ.ـماع كلمات التعـ.ـزية بابنه الذي كان يعده لخـ.ـلافته، بل كان قد شـ.ـرع بالفعل بتلك الخـ.ـلافة، من خلال تسـ.ـميته لوزراء في الحـ.ـكومة أو رؤسائها،

فضلاً عن قيامه شخصياً بإصدار التعيينات المتعلقة بأكبر مـ.ـناصب الدولة، ومنها مناصب المؤسسة العسكـ.ـرية التي عيّن فيها كثيراً من الضـ.ـباط المحـ.ـسوبين عليه.

في ذلك الحين، كان بشار الأسد، رئيس النظام الحالي، مقـ.ـيماً في بريطانيا، على خلفية أن شـ.ـقيقه الأكبر هو الذي سيخـ.ـلف أباه، فـ.ـفوجئ باتصال هاتـ.ـفي طـ.ـولب فيه بالعودة، على وجه السرعة، إلى سوريا، ودون أن يتم إخباره بنبأ مـ.ـصرع شقـ.ـيقه.

ومنذ اللحظة التي عاد فيها إلى سوريا، قام أنصـ.ـار نظام أبيه بحمله على أكـ.ـتافهم، معلنين أنه وا.رث الو.ارث، أي بديل شقيقه الذي كان سـ.ـيرث والده في حكـ.ـم البلاد.

وفي العام الذي أعلنت فيه وفـ.ـاة حافظ الأسد، وهو عام 2000، عُين بشار الأسد حاكـ.ـماً للبلاد، عـ.ـوضاً من شقيقه القـ.ـتيل، وخلفاً لأبـ.ـيه المتـ.ـوفى، في آن واحد معاً.

رواية اغـ.ـتيال باسل لا مـ.ـصرعه بحـ.ـادث سير
يذكر أن صفحات أنصار النظام السوري، على مواقع التواصل الاجتماعي، ضجت بكلمات العـ.ـزاء على باسل، في الساعات الأخيرة التي بدأوا فيها باسـ.ـتذكاره ونشر صور مختلفة له، خصوصا منها التي يظـ.ـهر فيها راكبـ.ـاً حصاناً.

ولا يزال الغموض يحيط بالظروف التي قـ.ـتل فيها باسل الأسد، إذ كـ.ـثرت فيها الأقوال، وتنوعت فيها الاتهـ.ـامات والروايات.

ومن هذه الروايات، أنه لقـ.ـي مـصـ.ـرعه اغـ.ـتيالاً بسبب صـ.ـراعات على السلـ.ـطة، لا بحادث سير.

ويعتمد أصحاب رواية مقـ.ـتل باسل اغـ.ـتيالاً، على جملة من الخلفيات التي كان منها وقوع صـ.ـراع على السـ.ـلطة بين حافظ الأسد وأحد أشقائه، قبل سنوات من مقـ.ـتل ابنه، ووصول هذا الصـ.ـراع إلى مواجـ.ـهة عسـ.ـكرية مباشرة، كادت تنـ.ـدلع لولا تدخل الأُمّ ونـ.ـزولها إلى الشارع، حسب ما قالت المصادر الموثوقة.

وجاء في هذا السياق، في مقال للدكتور أحمد أبو مطر، نشر في موقع “إيلاف” الإلكتروني بتاريخ 16 نوفمبر عام 2011، أن “الصـ.ـراع على الاستـ.ـئثار بالسـ.ـلطة، لم يكن نتيـ.ـجته محاولات انقـ.ـلاب رفـ.ـعت على أخيـ.ـه (حافظ)،

ولا قـ.ـتل العديد من ضـ.ـباط الجيـ.ـش والوزراء ورئيس وزراء مثل الزعبي، بل طالت باسل الابن البكر لحافظ الذي تمت تصفيته في الحـ.ـادي والعشرين من يناير عام 1994”.

حسب ما جاء في التقرير المشار إليه والذي نشر بعنوان: “أطروحات رفـ.ـعت الأسد عائلية طـ.ـائفية مرفـ.ـوضة”.

ولوحظ أن استذكار باسل الأسد، لدى أنصـ.ـار النظام السوري الحالي، تضاعف بكـ.ـثافة بعيد انطـ.ـلاق الثورة السورية المطالبة بإسـ.ـقاطه، ولجوء بشار الأسد إلى الخيـ.ـار العسـ.ـكري لقـ.ـمع معـ.ـارضيه.

حيث أدت حـ.ـربه، فضلاً عن الخـ.ـسائر المهولة بالأرو.اح والممـ.ـتلكات والبنى التحتـ.ـية للبلاد، أدت إلى خـ.ـسارته عدداً كبيراً من ضبـ.ـاط جـ.ـيشه وجـ.ـنوده،

إلى الدرجة التي يحـ.ـرص فيها المحللون والمراقبون على استخدام صيغة “ما تبقى من جـ.ـيش الأسد” دلالة على تقهـ.ـقره وخسـ.ـارته عدداً كبيراً من جنـ.ـوده وتفـ.ـككه الكبير حتى بات يوصـ.ـف جـ.ـيشـ.ـه بـ”الشـ.ـراذم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى