close
القصص

قصة سيدنا “هود” عليه السلام مع قومه ذو الاجسام العملاقة وهـ.ـلاكهم بريح صرصر عاتية

بعد قوم نوح والطوفان ، لم يكن هناك قلب واحد كافر فى الأرض ، ومرت سنوات وسنوات ، مات الآباء والأبناء ، نسى الناس وصية نوح وعادت عبادة الأصـ.ـنام وبخـ.ـبث الشيـ.ـطان عادت الأرض تشـ.ـكو من الظلام مرة ثانية.

وأرسل الله سيدنا هود إلى قومه ، وكان هود عليه السلام من قبيلة اسمها “عاد” وكانت تسكن مكاناً يسمى “الأحقاف”. وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم فى قوة الأجسام والطول والشدة وكانوا عمـ.ـالقة وأقـ.ـوياء.

ورغم ضخامة أجسامهم ، كانت لهم عقول مظـ.ـلمة كانوا يعبـ.ـدون الأصـ.ـنام فقال لهم هود عليه السلام. «يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، لم يسمع قوم هود إلى نبيهم وتلفتوا حولهم فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض فأصـ.ـابهم الكبرياء والعناد.

بدأ هود عليه السلام يحدث قومه عن يوم القـ.ـيامة وأفهمهم أن إيمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله ، مثلما هى ضرورة تتصل بحياة الناس ، وذلك أن يوم القيـ.ـامة هو اليوم الذى تعـ.ـاد فيه جميع القضايا مرة أخرى أمام الخالق ، ويعاد نظرها مرة ثانية ويحكم فيها رب العالمين سبحانه.

وظل يحدثهم عن الإيمان ببعـ.ـث الأجساد والوقوف للحساب ، ثم تلـ.ـقى الثـ.ـواب والعـ.ـقـ.ـاب ودخول الجنة والنـ.ـار ،

حدثهم هود عليه السلام بكل هذا ولكنهم كذبوه «وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم فى الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون

واستغرب قوم هود أن الله يبعث من فى القبور «أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجونہ هيهات هيهات لما توعدونہ إن هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين.

واستغربوا أن يعيد الله خـ.ـلق الإنسان بعد تحوله على تراب. وظل الملأ يتساءلون أليس هذا النبى بشر مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب بل لعله بفقـ.ـره يأكل أقل مما نأكل فكيف يدعى أنه على الحق ونحن على البـ.ـاطل..

قال لهم هود عليه السلام إن الله يهـ.ـلك الذين كفـ.ـروا مهما يكونوا أقوياء ، فقال له الكافـ.ـرون ستنـ.ـجينا آلـ.ـهتنا.

وأفهمهم سيدنا هود أن هذه الآلـ.ـهة التى يعبـ.ـدونها لتقـ.ـربهم من الله ، هى نفـ.ـسها التى تبـ.ـعدهم عن الله ، أفهمـ.ـهم أن الله هو وحده الذى ينـ.ـجى الناس وأن أى قـ.ـوة أخرى فى الأرض لا تستطيع أن تضـ.ـر أو تنفع.

استمـ.ـر الصـ.ـراع بين هود عليه السلام وقومه ، وكلما مرت الأيام زاد قوم هود استكـ.ـباراً وعنـ.ـاداً وطغياناً وتكـ.ـذيباً لنبيهم وبدءوا يتهـ.ـمونه بأنه مجـ.ـنون وقالوا له «وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ،

بعد ذلك لم يعد يبـ.ـق لهود عليه السلام إلا التحـ.ـدى ، لم يبق له إلا التوجه إلى الله وحده ، وهو على يقين بأنه لا شىء يعجـ.ـز الله. بهذا الإيمان بالله والثقة بوعده يخاطب هود عليه السلام الذين كفـ.ـروا من قومه.

أعلن سيدنا هود براءتـ.ـه منهم ومن آلـ.ـهتـ.ـهم وأدرك أن العـ.ـذاب واقع بمن كـ.ـفـ.ـر من قومه ، فإن الله يعـ.ـذب الذين كفـ.ـروا مهما كانوا أقـ.ـوياء أو أغنياء أو عمالقة.

انتظر هود عليه السلام وقومه وعد الله ، بدأت الأرض فى الجفـ.ـاف ، ولم تعد السماء تمطر ، كانت الشمس تلهـ.ـب رمال الصحـ.ـراء وتبدو مثل النـ.ـار التى تستـ.ـقر على رءوس الناس

فذهب قوم هود إليه وسألوه ما هذا الجفـ.ـاف يا هود فقال لهم إن الله غـ.ـاضب عليكم ، ولو أمنتـ.ـم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم ، سخـ.ـر منه قومه وزادوا فى العنـ.ـاد والسخـ.ـرية ، فزاد الجفـ.ـاف ومات الزرع.

وجاء يوم فإذا سحاب عظـ.ـيم يملأ السماء فرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم فرحين تغير الجو فجأة. من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القـ.ـارس.

بدأت الرياح تهب ، ارتعـ.ـش كل شىء الأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام ، ارتعـ.ـش الجلد واللحـ.ـم والعظـ.ـام ، استمرت الرياح ليلة بعد ليلة وفى كل ساعة كانت برودتها تزداد وبدأ قوم هود يفـ.ـرون ويختبئـ.ـون فى الخيام ، فاقتلعت الخيام ،

واختبئوا تحت الأغـ.ـطية فاشتـ.ـد هبـ.ـوب الريـ.ـاح وتطـ.ـايرت الأغطـ.ـية ، كانت الرياح تمـ.ـزق الملابس وتمـ.ـزق الجلد وتنـ.ـفذ من الجسـ.ـد وتد.مره ،

لا تكاد الرياح تلمس شيئاً إلا قـ.ـتـ.ـلته. «فلما رأوه عارضاً مستقـ.ـبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليمہ تدمر كل شىء بأمر ربها.

استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها أبداً ، ثم توقف الريح بإذن ربها «سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صـ.ـرعا كأنهم أعجـ.ـاز نخل خـ.ـاوية.

ولم يعد باقـ.ـياً من قوم هود إلا ما يبقى من النخـ.ـل المـ.ـيت ، فهـ.ـلكوا جميعاً ، ونـ.ـجـ.ـا هود عليه السلام ومن آمن معه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى