close
منوعات

قصة الصحابي عبد الله بن حرام الذي رفعته الملائكة وكلمه الله مباشرة بلا حجاب ولا واسطة!

قصة الصحابي عبد الله بن حرام الذي رفعته الملائكة وكلمه الله مباشرة بلا حجاب ولا واسطة!

هو عبد الله بن عمرو بن حرام بن الخزرج، الأنصاري السلمي، أبو جابر أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدرًا واستـ.ـشهد يوم أحد، كان ‏سيدًا من سادات الخزرج وشريفًا من أشرافها.‏

غـ.ـزوة أحد من الغـ.ـزوات الهامة الحافلة بالمواقف والدروس والعبر، وقد وقعت أحداثـ.ـها في الخامس عشر من شهر شوَّال من السنة الثالثة من الهـ.ـجرة النبوية، واسـ.ـتشـ.ـهد فيها سبـ.ـعون صحابيّاً، سطـ.ـروا بد.مـ.ـائهم وأر.واحـ.ـهم صفحات مضـ.ـيئة في بذل النفـ.ـس والروح في سـ.ـبيل الله،

وقد نزل في هؤلاء الشـ.ـهداء وأمثالهم من الشـ.ـهداء إلى يوم القيامة قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِـ.ـلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْـ.ـوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُـ.ـرْزَقُونَ}(آل عمران:169). قال السعدي: “هذه الآيات الكريمة فيها فـ.ـضل الشـ.ـهداء وكرامتـ.ـهم، وما منَّ الله عليهم به من فضـ.ـله وإحـ.ـسانه، وفي ضـ.ـمنها تسـ.ـلية الأحياء عن قتـ.ـلاهم وتعـ.ـزيتهم، وتنشـ.ـيطهم للقـ.ـتال في سبيل الله والتعـ.ـرض للشـ.ـهادة”، وقال الشوكاني في “فتح القدير”:

“وقد اختلف أهل العلم في الشـ.ـهداء المذكورين في هذه الآية من هم؟ فقـ.ـيل: في شهـ.ـداء أحد، وقيل: في شـ.ـهداء بدر، وقيل: في شـ.ـهداء بئر معونة، وعلى فـ.ـرض أنها نزلت في سبب خاص فالاعـ.ـتبار بعموم اللفظ لا بخصـ.ـوص السبب”. وقال القرطبي: “وبالجملة، وإن كان يحـ.ـتمل أن يكون النزول بسبب المجـ.ـموع، فقد أخبر الله تعالى فيها عن الشـ.ـهداء أنهم أحـ.ـياء في الجنة يـ.ـرزقون”.

ومن هؤلاء الشـ.ـهداء في غـ.ـزوة أحد صحابي، أظـ.ـلته الملائكة في جنـ.ـازته بعد استـ.ـشهاده، ولم يتغـ.ـير جسـ.ـده بعد دفـ.ـنه، وكلمه الله عز وجل بعد مـ.ـوته، إنه الصحابي الجليل: عبد الله بن حرام الأنصاري، والد جابر رضي الله عنهما وبه كان يُكَـ.ـنَّى، وهو أحد النُقـ.ـباء الذين اختـ.ـارهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلةَ بيعة العقبة الثانية، قال عنه الذهبي في “سِيَر أعلام النبلاء”: “الأنصاري السلمي، أبو جابر ، أحد النـ.ـقباء ليلة العقبة، شهـ.ـد بدراً واستـ.ـشهد يوم أحد”.

وقال ابن حجر في “الإصـ.ـابة في تمييز الصحابة”: “عبد اللَّه بن عمرو بن حرام بن ثعلب بن حرام الأنصاريّ الخزرجيّ السّلمي، والد جابر بن عبد اللَّه الصّحابي المشهور، معدود في أهل العقبة وبدر، وكان من النقباء، واستُـ.ـشْهِد بأحُد”.

ومنذ أن رجع عبد الله بن حرام رضي الله عنه من بيعة العقبة الثانية إلى المدينة المنورة وضع نفسَه وأهله وماله في خدمة الإسـ.ـلام،

وما أن شُرع الجـ.ـهاد حتى كان في طليعة المجـ.ـاهدين الذين يرجون ثواب الله والدار الآخرة، فشارك النبيَّ صلى الله عليه وسلم في غـ.ـزوة بدر، وقُـ.ـتِل يوم أحُد شهيداً، وهو الشهيد الذي تمنى أن يعود للدنيا ويقـ.ـتل شهـ.ـيداً مرة ثانية لما رأى من فضل ومنزلة الشهـ.ـداء عند الله عز وجل.

وصية عبد الله بن حرام لابنه جابر :

أوصى عبد الله بن عمرو بن حرام ولده جابر بوصية قبل غـ.ـزوة أحد، فقد روى البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: (لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقـ.ـتولا في أول من يقـ.ـتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز عليَّ منك، غير نـ.ـفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن عليَّ دَيْـ.ـناً،

فاقض، واستوص بأخواتك خيرا، فأصبحنا، فكان أول قتيل) رواه البخاري. قال ابن حجر في فتح الباري: “وفي هذا الحديث من الفوائد: الإرشاد إلى بر الأولاد بالآباء خصوصا بعد الوفـ.ـاة..

وفيه الاستـ.ـعانة على ذلك بإخبارهم بمكانتهم من القـ.ـلب. وفيه قوة إيمان عبد الله رضي الله عنه المذكور لاستـ.ـثنائه النبي صلى الله عليه وسلم ممن جعل ولده أعـ.ـز عليه منهم. وفيه كرامته بوقوع الأمر على ما ظن.

وفيه فضيلة لجابر رضي الله عنه لعمله بوصية أبيه بعد مـ.ـوته في قـ.ـضاء ديـ.ـنه (فقد قـ.ـضى ديـ.ـن أبيه بعد مـ.ـوته)”.

ارتبط عبـ.ـد الله بن حرام بصداقة قوية، فاستشـ.ـهدا معًا ودفنا معًا، بشر الرسول صل الله عليه وسلم ابنه جابر بأن الملائكة ظللته ‏بأجنحتها حتى رُفع، وأن الله كلمه مباشرةً دون حجاب أو واسطة.‏

نسب عبد الله بن حرام
عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي.

عبد الله بن عمرو بن حرام، صحابي من الأنصار من بني حرام بن كعب من بني سلمة من الخزرج، شهد بيعة العقبة الثانية، ‏وكان فيها أحد نُقباء الأنصار مع البراء بن معرور عن بني سلمة، ثم شهد مع النبي محمد غزوة بدر، وقُـ.ـتل يوم أحد، وكان أول من ‏قُـ.ـتل يومها، قتـ.ـله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السُّلَمِي.‏

كان لعبد الله بن عمرو من الولد جابر، أمه أنيسة بنت عنمة بن عدي الخزرجية، وكان جابر بن عبد الله صحابيًا جليلًا من ‏المكثرين من رواية الحديث النبوي.‏

وأما عن صفاته الخَلقية، فقد كان عبد الله أحمر أصلع ليس بالطويل.‏

قصة إسلام عبد الله بن حرام
يروي كعب بن مالك قصة إسلام عبد الله بن عمرو بن حرام فيقول: “ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ‏العقبة من أوسط أيام التشريق.‏

‏ فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله فيها، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من سادتنا أخذناه ‏وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا.‏

‏ فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا لنرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبًا للنار غدًا، ثم ‏دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله إيانا العقبة، قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبًا”.‏

بطولة عبد الله بن حرام في أحد
عندما بدأ المسلمون في الاستعداد لغزوة أحد، وصل الخبر إلى عبد الله بن حرام وابنه جابر، فقال عبد الله لابنه: “يا جابر، إني ‏أراني أول مقـ.ـتول يقتـ.ـل غدًا من أصحاب محمد صل الله عليه وسلم، وإني لا أدع أحدًا أعز منك عليّ منك غير نفس رسول الله، وعليّ ‏دين، ولك أخوات، فاستوص بهن خيرًا، واقض عني ديني”.‏

خرج عبد الله بن حرام للجهاد مع رسول الله، وترك جابر عند أخواته وكانوا تسعًا، فكان أول من استشهد في غزوة أحد، فجاء ابنه ‏ليتفقده، فوجد أن المشركين قد مثلـ.ـوا بجثـ.ـتـه، وقطـ.ـعوا أنفه وأذنيه.‏

لما شاهد جابر أباه على هذه الحالة أخذ يبكي، ثم جاءت عمته فاطمة بنت عمرو وأخذت تبكي حتى اجتمع الناس حولهما، فجاء ‏رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال: “تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه”.‏

بعد استشـ.ـهاده، كرمه النبي صل الله عليه وسلم، فقال: “انظروا فاجعلوا عبدالله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجـموح في قبـ.ـر ‏واحدٍ؛ فإنهما كانا في الدنيا متحابَّين متصافِيَين”.‏

اقرأ أيضًا: عمرو بن الجموح من عبادة الصنم مناف إلى شهـ.ـيد أقسم على الله فأبره وقصصه مع النبي ﷺ وابنه الذي تسبب بإسلامه

كيف كلم الله عبـد الله بن حرام دون حجاب
في أحد الأيام كان جابر بن عبد الله حزينًا مكسورًا، فجاءه النبي صل الله عليه وسلم، وكان هذا الحديث:

‏”قال جابر بن عبد الله: نظر إليّ رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال: «يا جابر، ما لي أراك مهتمًا؟»، قال: يا رسول الله، استشـ.ـهد ‏أبي وترك دينًا وعيالاً.‏

فقال رسول الله: «ألا أخبرك، ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وإنه كلم أباك كفاحا، أي مواجهة، فقال: سلني أعطك، قال: ‏أسألك أن أرد إلى الدنيا، فأقـ.ـتل فيك ثانية.‏

فقال عز وجل: إنه سبق مني القول أنهم إليها لا يرجعون، قال: أي رب: فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ ‏قُتِـ.ـلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا …)”.‏

‏46 عامًا في القـ.ـبر ولم يتغير جسد عبـد الله بن حرام، والسيل يكشف الأمر!‏
يروي أبي نضرة، عن جابر قال أبي: “أرجو أن أكون في أول من يصاب غدًا، فأوصيك ببناتي خيرًا، فأصيب، فدفـ.ـنته مع آخر، ‏فلم تدعني نفسي حتى استخرجته ودفـ.ـنته وحده بعد ستة أشهر، فإذا الأرض لم تأكل منه شيئًا، إلا بعض شـ.ـحمة أذنه”.‏

وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنه “بلغه أن عمرو ابن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام ‏الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل عن قبـ.ـرهما وكان قبـ.ـرهما مما يلي السيل،

وكانا في قبـ.ـر، واحد، وكانا ممن استـ.ـشهد يوم ‏أحد، فحفروا عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغير كأنما مـ.ـاتا بالأمس وكان أحدهـ.ـما قد وضع يده على جـ.ـرحه، فدفن وهو كذلك، ‏فأميطت يده عن جـ.ـرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت. وكان بين يوم أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة”.

ولا يخفى أن تكليم الله عز وجل لعبد الله بن حرام رضي الله عنه مواجـ.ـهة أو مباشرة ليس بينهما حجاب ولا رسول كان بعد مـ.ـوته واستشـ.ـهاده وهو في عالم البرزخ، ولم يكن في الحـ.ـياة الدنيا، وأحوال البرزخ والقـ.ـبر من علم الغيـ.ـب الذي لا يقال فيه بأي شيء إلا بنص شـ.ـرعي،

مثل تكليم الله للشـ.ـهداء الذين قتـ.ـلوا في سبيله، كما قال النـ.ـبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الشـ.ـهداء: (فاطَّلَع إليهم ربُّهُمُ اطِّلَاعة، فقال: هل تشْتَـ.ـهون شيْئاً؟) رواه مسلم، وما سوى ذلك والذي لم يرد فيه نص شرعي ـ من الكتاب والسنة ـ

فالواجب التوقف عن القول فيه بأي قوْل. وقد قال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْـ.ـيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَـ.ـابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِـ.ـيمٌ}(الشُّورى:51):

“هذه مقامات الوحي بالنسبة إلى جناب الله عز وجل، وهو أنه تعالى تارة يقـ.ـذف في روع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً لا يتمارى فيه أنه من الله عز وجل.. وقوله: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} كما كلم موسى عليه السلام، فإنه سأل الرؤية بعد التكليم، فحُجِب عنها، وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبد الله:

(ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وإنه كلم أباك كـ.ـفاحاً)، وكان أبوه قد قُـ.ـتِل يوم أحد، ولكن هذا في عالم البرزخ، والآية إنما هي في دار الدنيا”. وقال السيـ.ـوطي في شرح سنن ابن ماجه:

“فلا يتصور في الدنيا كلام الله تعالى مع عبده مواجـ.ـهة، لأن أجساد الدنيا كثيفة لا يليق بها التجلي الذاتي، لأن الله تعالى لما تجلى للجـ.ـبل جعله دكا وخر موسى صعـ.ـقا، وأما في الآخرة فالتجلـ.ـيات تحـ.ـصل للأرواح أو للأجـ.ـساد المـ.ـثالية لأجساد الجنة”.

لقد ضـ.ـرب الصحابة رضوان الله عليهم في غـ.ـزوة أحد أروع الأمـ.ـثلة في البطولة والتضحية، أثبتوا فيها صدق وقـ.ـوة إيمانهم، وعظيم بذلهم في سبيل الله عز وجل، ويقـ.ـينهم بما أعد الله تعالى للشـ.ـهداء في الجنة، ومِن هؤلاء الكرام: عبد الله بن حرام والد جابر رضي الله عنهما، الذي خصَّه الله تعالى بفضيلة لم يدركها أحَدٌ غيره، وهي تكليمه له بعد مـ.ـوته واستشـ.ـهاده في أحُد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى