close
القصص

قصة “أم عمارة” .. درع رسول الله يوم أحد : امرأة بألف رجل

منذ أن بزغ فجر الإسلام ليحرر الإنسان من العبودية لغير الله، عرفت مسيرته الخيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ بما قدمن من تضحيات، وما سجلن من مواقف مشرفة كان لها أثرها في انتشار رسالة الحق في ربوع العالم .

كانت أم عمارة -رضي الله عنها- من الصحابيات الشجاعات اللواتي يُشاركن في المعارك والغزوات، وقد سجّل التاريخ موقفها في غزوة أحد،

وذلك عندما زادت حدّة المعركة واجتمع المشركين حول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يريدون قتله، وأقبل عليه رجل اسمه ابن قميئة وهو يقول: دلوني على محمد لا نجوت إن نجا.

فوقفت أم عمارة -رضي الله عنها- في طريقه تريد صدّه ومعها مصعب بن عمير -رضي الله عنه-، ولكنّه استُشهد في تلك الأثناء فظلّت أم عمارة وحدها،

فوقفت في وجه الكافر الذي ضربها ضربةً بالغة في عنقها ولكنّها ظلّت قوية واستمرت في الدفاع، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يراها وقد أُصيبت بعدد كبير من الجروح.

فنادى ابنها وطلب إليه أن يعصب جراح أمّه ودعا لهم بالبركة، فلمّا سمعت أم عمارة صوت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-

طلبت منه أن يدعو لهم بمرافقته في الجنّة، فاستجاب رسول الله لطلبها وكانت فرحتها عظيمة بذلك.

ولمّا عادت إلى المدينة أرادت الخروج مرّة أخرى عندما دعا رسول الله من شارك بالغزوة أن يخرج معه، ولكنّها لم تستطع ذلك لشدّة جراحها،

وظلّت حولها نساء المسلمين يضمّدن جراحها ويعالجنها، وقد سأل عنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أيّام من إصابتها فأخبروه بأنّها بصحة وسلامة.

هذا الشرف الكبير نالته امرأة من طراز فريد، شهدت الغزوات مع رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وصحابته الأبرار الكرام، تسقي المجاهدين، وتداوي جراح المصابين، وتضرب بسيفها من أجل الحق، وتفوقت في ذلك على الأبطال والفرسان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى