close
منوعات

صـ.ـرخت ’’وامعتصماه’’ فحركت جـ.ـيوشاً بصـ.ـراخها.. القصة الحقيقية للمرأة والتي تحكى ليومنا هذا

صرخت ’’وامعتصماه’’ فحركت جـ.ـيوشاً بصراخها.. القصة الحقيقية للمرأة والتي تحكى ليومنا هذا

وامعتصماه قصة صغيرة مثـ.ـيرة للغاية تعود أحداثها إلى الدولة العباسية ،و تبرز لنا كيف تمـ.ـتعت المرأة في ظـ.ـل الإسـ.ـلام بمكانة عظـ.ـيمة حيث أن رسـ.ـول الله (ص) أوصى بالنساء ،

و على مر التاريخ حـ.ـرص الحـ.ـكام على التمـ.ـسك بتلك الوصية ،و يتأكد لنا ذلك من خلال موقف الخلـ.ـيفة المعتصم بالله مع المرأة التي استـ.ـنجدت به ،و صـ.ـرخت وامعتصماه ..؟ و لكن مالذي جعلها تصـ.ـرخ و تستـ.ـنجد بالمعتصم بالله ..؟

و ماذا فعل المعتصم بالله من أجلها ..؟ هذا ما سـ.ـتوضحه تفـ.ـصيلاً السطـ.ـور التالية.

تفاصيل قـ.ـصة وامعـ.ـتصماه .. هذه القـ.ـصة إن دلت على شئ فهي تدل على عـ.ـزة العربي ،و نخـ.ـوة المسـ.ـلم فالجميع يعلم أن للروم معـ.ـارك كثيرة مع المسلـ.ـمين ولكن هناك فرق كبير بين معـ.ـاملة المسـ.ـلمين للأسـ.ـرى ،و السـ.ـبايا ،و معامـ.ـلة الروم وسـ.ـيبدو ذلك جلـ.ـياً من خلال تسلسل أحـ.ـداث قـ.ـصة وامعتـ.ـصماه و هي كالتالي :

مـ.ـلك الروم يستـ.ـولى على مدينة “عمورية ” احـ.ـدى مدن الخـ.ـلافة العباسية .. في عـ.ـهد الدولة العـ.ـباسية كان هـ.ـناك مدينة صغيرة تنفـ.ـرد بجـ.ـمالها و موقـ.ـعها الاستـ.ـراتيجي المتـ.ـميز فهي تقع على الحدود الفاصلة بين الدولة العباسية ،

و دولة الروم و لأهمية موقعها أراد حاول ملك الروم الاسـ.ـتيلاء عليها و بالفعل استعد لذلك و جـ.ـهز جيـ.ـشاً قـ.ـوياً و غـ.ـزا المدينة و عامل جـ.ـنود ملك الروم أهل مدينة عـ.ـمورية أسـ.ـوأ معاملة

و كـ.ـعادة جيـ.ـش الروم في كل معـ.ـاركهم عدم احـ.ـترام النساء فقد قاموا بأسـ.ـرهن و كان من بين النسـ.ـاء اللاتي أسـ.ـرهن الروم فتـ.ـاة جميلة جداً تم حـ.ـملها كغـ.ـيرها من النساء إلى سوق العـ.ـبيد و نادى المـ.ـنادي ليبيـ.ـعها فأعجب بها أحد رجال الروم و قرر أن يشتـ.ـريها من المـ.ـنادي

و دفع ثـ.ـمنها و امسكها من يـ.ـدها ليأخدها معه و لكن الدمـ.ـوع ملأت عينيها ،و أخذت تصـ.ـرخ بشدة ،و صـ.ـوت عالي جداً لفت أنظـ.ـار الجميع و كانت تقول وامعتـ.ـصماه .. وامعتصـ.ـماه ..

الفتاة تصـ.ـرخ وامعتـ.ـصماه .. والرجل الرومي يجـ.ـلدها
 كلما ـصـ.ـرخت الفتاة وامعـ.ـتصماه أخذ الرجل يضـ.ـربها بسطـ.ـوة شـ.ـديدة و لحـ.ـسن حظ الفـ.ـتاة جاء ليرى هذه المأسأة رجل عربي متنكر فركب فرسه مـ.ـتجهاً بسرعة شـ.ـديدة إلى بغداد قضـ.ـى ذلك الرجل عدة أيام ليصل إلى بغداد لكي يقـ.ـابل الخليفة العباسي المعتصم بالله و يحكـ.ـي له ما رأته عيناه و كيف كان حال الفـ.ـتاة .. و كيف عاملها الرجل الرومي و وصل الرجل إلى المعتصم بالله و استأذن الجـ.ـنود ليدخل إليه ،و سرد له ما حدث بكل دقة .

رد فعل المعتصم بالله على ما قاله الفتى
استمع المعتصم بالله إلى الفتى و ثـ.ـار غـ.ـضبه و استدعى المعتصم بالله رسولاً من بلاطه ليرسل معه رسالة إلى أمير عمورية و قال له فيها كلمات قاسية للغاية ،و هي كالتالي

رسالة المعتصم إلى أمير عمورية
” بسم الله الرحمن الرحيم ” من أمير المؤمـ.ـنين المعتصم بالله .. إلى كـ.ـلب الروم .. لتخرجن من المدينة أو لأخرجنك منها صـ.ـاغراً ذليلاً ” و عندما وصلت الرسالة إلى أمير عمورية  بعد أيام قليلة جاء رسول المعتصم بالله لينقل له رد ملك الروم و الذي قال لرسول المعتصم ” ليفعل أميركم ما يعتقد أنه قادر على فعله ” سمع المعتصم بالله ما قاله رسوله فزاد غـ.ـضبه و قرر محـ.ـاربة ملك الروم .

تجهيز الجيش
في السادس من شهر رمضان سنة 223 هـ، الموافق لأغسطس من عام 838 م، جـ.ـهز الخليفة العباسي المعتـ.ـصم جـ.ـيشًا لحـ.ـرب الروم استجـ.ـابة للصـ.ـرخة الشهيرة لإحدى النـ.ـساء المسلـ.ـمات: “وامعتصماه”.

وأيضًا بسبب هجـ.ـوم الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس الذي يسـ.ـمى في المصادر العربية توفيل بن ميخائيل على ثغري ملطية (في تركيا حاليًا) وزبطرة في العام السابق للمـ.ـعركة وقيامه بتخـ.ـريبهما وأسـ.ـر الكـ.ـثير من النساء

فسـ.ـاء الأمر المعتصم، وقاد بنفـ.ـسه جيـ.ـش المسـ.ـلمين في مواجـ.ـهة الإمبراطور البيزنطي، في واحدة أهم المعـ.ـارك الإسلامية – البيزنطية، فسار إلى “عمـ.ـورية”، التي كانت أهم مدن الإمبراطورية البيزنطية وهي في غرب آسيا الصغرى (الأناضول حديثًا).

سار إلى “عمورية” في جحافل كثيرة عديدة، وبعث أحد قـ.ـواده ويلقب بـ “الأفشـ.ـين”، واسمه حيدر بن كاوس إلى موضع يسمى “سروج” في جنوب تركيا حاليًا، وأعد عدته وجمع جـ.ـنوده ، واختار الأمراء المعـ.ـروفين بالحـ.ـرب، فانتهى في سيـ.ـره إلى نهر اللامس وهو قريب من طـ.ـرسوس، وذلك في رجب من عام 223 هـ الموافق لمايو من عام 838م.

عند سروج قسم المعـ.ـتصم جيـ.ـشه إلى فرقتين: الأولى بقيـ.ـادة الأفشين، ووجـ.ـهتها أنقرة، وسار هو بالفرقة الثانية.

وبعث المعتصم أشـ.ـناس بقسم من الفرقة التي يقودها إلى أنقرة، ولكن من طريقٍ آخر، وسار هو في إثـ.ـره، على أن يلتقي الجميع عند أنقرة.

ووقعت معـ.ـركة آيزن أو دزمون في 25 شعبان عام 223 هـ الموافق 22 يوليو 838م، بين الأفشين وإمبراطور بيزنطة، وهـ.ـزم فيها الجيـ.ـش البيزنطي وهـ.ـرب الإمبـ.ـراطور إلى القسطنطينية.

وصلت أنباء الإنـ.ـتصار للمعتصم، فواصل السير حتى التـ.ـقت جميع أقسام الجـ.ـيش عند أنقرة فدخـ.ـلوها، وكان أهـ.ـلها قد هـ.ـربوا منها بعدما سمـ.ـعوا بهـ.ـزيمة ملكهم، وتقوّى المعـ.ـتصم بما فيها من زاد ومتاع.

واصل سيره جنوبًا إلى عـ.ـمورية، ووصلت طلائع الجـ.ـيش بقـ.ـيادة أشناس في يوم الخميس 5 رمضان 223 هـ الموافق 1 أغسطس 838 م، ووصل المعتصم بعدها بيوم.

في هذه الأثناء وصلت إشـ.ـاعات إلى القسطنطينية بأن “توفيل” قُتـ.ـل فعندما رجع إلى القسطنطينية، وجد نفسه أمام ثورة فانشغل بها ولم يستطع مساعدة عمورية، لكنه أرسل للمعتصم يعتـ.ـذر له عما حصل لملطية، ويبين أن ما حصل كان خـ.ـلاف أوامره ويعده بأن يعيـ.ـد الأسرى ويبني المدينة من جديد.

لكن المعتصم رفـ.ـض هذا العرض، ولم يكتف بذلك بل أسـ.ـر الرسول وجعله يرى عملية الحـ.ـصار بأم عينه، حيث دام الحـ.ـصار 11 يومًا فقط، وكان في هذا الـحـ.ـصن ساهمت في دخول الحصـ.ـن.

قسّـ.ـم المعتصم الأبراج على قـ.ـواد جيـ.ـشه فعين لكل قـ.ـائد برجـ.ـا معينًا، كان هناك أحد الأسـ.ـرى المسـ.ـلمين كان قد تنـ.ـصر وتزوج منهم، لكن لما رأى المعتصم والجـ.ـيش الإسلامي رجع إلى الإسـ.ـلام وخرج إلى الخلـ.ـيفة، فأسلم وأعـ.ـلمه بمكان في السور كان قد هـ.ـدمه السيل وبني بناء ضعيـ.ـفًا بلا أساس، فـ.ـنصب المعتصم المجانيق حول عمورية، فكان أول موضع انهـ.ـدم من سورها ذلك الموضع الذي دلـ.ـهم عليه ذلك الأسير.

حاول أهل عمورية سد هذا الثـ.ـغر بالخشـ.ـب الغليظ القـ.ـوي لكن قـ.ـوة المجانيق وكثرة الرمـ.ـي هـ.ـدمت السور فيما بعد.

كتب مناطس نائب البلد إلى توفيل يعلمه بشـ.ـدة الحـ.ـصار عليه ويطلب منه النجدة، وبعث ذلك مع رسولين، لكن تمكن الجـ.ـيش الإسـ.ـلامي منهما وأسـ.ـرهما، وكان في هذه الرسالة معلومة مهمة، وهي نيته الخروج فجأة على الجيـ.ـش العباسي ومقـ.ـاتلتهم.

أمر المعتصم عند ذلك بتجـ.ـديد الحـ.ـرس والاحـ.ـتياط من خروج أهل عمورية بغـ.ـتة، وزاد في المجانيق وغير ذلك من آلات الحـ.ـرب.

وكان المعتصم قد غـ.ـنم عددًا كبيرًا من الأغـ.ـنام قبل حصار عمورية، وكان هناك خندق عميق محيط بعمورية، فقرر أن يفرق الأغنام بين الجنـ.ـود وأن يأكل كل رجل رأسًـ.ـا ويجيء بملء جلـ.ـده ترابًا، فيطـ.ـرحه في الخندق،

ففعل الناس ذلك فتـ.ـساوى الخندق بوجه الأرض من كثرة ما طرح فيه من جـ.ـلود الأغنام، ثم أمر بالتـ.ـراب فوضع فوق ذلك حتى صار طريقا ممـ.ـهدًا.

وبينما كانوا في الجسر المردوم، سـ.ـقط السور الضعيف، لكن كان ضيـ.ـقًا ولم يكن ما هـ.ـدم يسع الخيل والرجال إذا دخلوا/ وقـ.ـوي الحـ.ـصار وقد وكل “مناطس” بكل برج من أبراج السـ.ـور الأربعة والأربعين أميرًا يحفظـ.ـه،

فضعف ذلك الأمير الذي هـ.ـدمت ناحيته من السور عن مقـ.ـاومة ما يلقاه من الحـ.ـصار، فذهب إلىه فسـ.ـأله النجدة فامتـ.ـنع من مساعدته بحـ.ـجة انـ.ـشغال الآخرين بمـ.ـراقبة الأسوار الأخرى، فلما يئس منهم خرج إلى المعتصم ليجتمع به.

ودخل المعتصم وجـ.ـنده مدينة عـ.ـمورية في (17 رمضان 223 هـ – 12 أغسطس 838 م)، وتكاثر المسـ.ـلمون في المدينة وهم يكبـ.ـرون ويهللون، وتفـ.ـرَّقت الروم عن أماكنها، فجعل المسـ.ـلمون يقتـ.ـلونهم في كل مكان، ولم يبقَ في المدينة موضعٌ محصَّنٌ سوى المكان الذي يجلس فيه نائبها منـ.ـاطس، وهو حصن منيع،

فركب المعتصم فرسه، وجاء حتى وقف بحـ.ـذاء الحصن، فناداه المنادي: ويحك يا مناطس! هذا أمير المؤمنين واقف تجـ.ـاهك.

فقالوا: ليس بمناطس ههنا مرتين، فرجع الخليـ.ـفة ونصب السـ.ـلالم على الحصن، وطلعت الرسل إليه، وقالوا له: ويحك! انزل على حـ.ـكم أمير المسلمين. فتمنَّع، ثم نزل متقـ.ـلدًا سـ.ـيفه، فوضع السيـ.ـف في عنـ.ـقه، ثمَّ جيء به حتى أُوقف بين يدي المعتصم، فضـ.ـربه بالسـ.ـوط على رأسه، ثمَّ أمر به يمـ.ـشي إلى مضـ.ـرب الخليـ.ـفة مهـ.ـانًا.

تمكن الجـ.ـيش الإسلامي من القـ.ـبض على مناطس، وسيـ.ـق أسيرًا للمعتصم، والذي أمر بإحـ.ـراق ما بقي هنالك من المجانيق والدبـ.ـابات وآلات الحـ.ـرب لكي لا يتـ.ـقوى بها البيزنطيون مرة أخرى، ثم انصرف عائدًا إلى ناحية طرسوس.

وكان قد مكث في عمورية بعد سقـ.ـوطها 25 يومًا، وكان بين تلك الغـ.ـنائم أبواب حديدية ضخـ.ـمة للمدينة، نقلها المعتصم في البداية إلى سـ.ـامراء، حيث تم تثبيـ.ـتها على مدخل قصره.

ومن هناك نقلت إلى الرقة، حتى أمر سيـ.ـف الدولة الحمداني بنقلها إلى باب قنسرين أحد أبواب عاصمته حلب عام 353 هـ الموافق 964 م.

المعتصم بالله يصل إلى الفتاة التي صرخت وامعتصماه
 بعد أن انتهت المعركة مع الروم استدعى جنود المعتصم بالله الفتى الذي جاء إلى بغداد و حكى لهم قصة الفتاة و طلبوا منه أن يحدد لهم بالضبط مكان الفتاة و وصل المتعصم ،و جنوده إلى الفتاة ،و إلى سيدها الرجل الرومي و تمكنوا هناك من تحرير هذه الفتاة و ليس ذلك فقط بل جعل سيدها الرومي عبداً لها ثم سألها المعتصم بالله سؤاله الشهير الذي كتبه التاريخ و لم ينساه العرب المسلمين أبداً و السؤال هو .. هل لبى المعتصم نداءك …؟ ،و عادت الحرية إلى جميع الأسرى و السبايا التي كانوا قد وقعوا تحت سطوة جيش الروم ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى