close
أخبار ألمانيا

كيف ستنعكس على طالبي اللجوء بألمانيا؟.. تسهيلات حكومية للمّ شمل العائلات .. كل ماتريد معرفته عن هذا الموضوع

يستبشر طـ.ـالـ.ـبـ.ـو الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء في ألمانيا بتوجه الحكومة الاتحادية الجديدة بـ.ـالـ.ـتـ.ـسـ.ـهـ.ـيـ.ـلـ.ـات التي تنوي تطبيقها من أجل لمّ شمل اللاجئين بأسرهم، ويأملون التعجيل بتطبيق هذه الإجراءات على أرض الواقع.

فقد قرر الائتلاف الحاكم الجديد، المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، باتخاذ تسهيلات لمّ شمل أسر اللاجئين،

من بينها التعامل مع الحاصلين على الحماية المؤقتة مثل القادمين من سوريا، على قدم المساواة مع الأشخاص المصنفين لاجئين استنادا لاتفاقية جنيف فيما يتعلق بلمّ شمل الأسرة.

علماً أن القوانين الجارية في عهد الحكومة السابقة كانت قد علقت لمّ شمل الأسر لفترات بالنسبة للحاصلين على حماية مؤقتة.

وكانت الـ.ـصـ.ـراعـ.ـات الجارية في المنطقة العربية -لا سيما في سـ.ـوريـ.ـا والـ.ـعـ.ـراق والـ.ـيـ.ـمـ.ـنـ.ـ- إلى نـ.ـزوح أعداد كبيرة من سكّان تلك البلاد باتجاه أوروبا،

واستقبلت ألمانيا القسم الأكبر من هؤلاء، بعد اتباع المستشارة السابقة أنجيلا ميركل سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين.

ويقدر عدد اللاجئين الذين استقبلتهم ألمانيا في موجة الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء الأخيرة بنحو مليوني لاجئ، يُشكل السوريون منهم نحو 800 ألف بحسب مكتب الإحصاء الألماني في مايو/أيار 2021.

هذه الأرقام الكبيرة التي استقبلتها ألمانيا، تختلف أشكالها القانونية في إجراءات الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء، ومنها على سبيل المثال مـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـة “لم الشمل”،

فقد كانت وما زالت إحدى أهم الـ.ـمـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـات التي يـ.ـعـ.ـانـ.ـي منها اللاجئون، خاصة حملة وثائق “الحماية الثانوية”، أو من الذين تنطبق عليهم صفة الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء، ويحملون الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء الـ.ـإنـ.ـسـ.ـانـ.ـي، ولكن ثمة أمور مـ.ـنـ.ـعـ.ـت لم شمل أسرهم أو أخرت ذلك، أو أنهم حـ.ـرمـ.ـوا منه.

الحكومة الحالية بثّت الأمل في نفوس اللاجئين، فالأحزاب المؤتلفة ليس لديها موقف سلبي منهم، وتـ.ـرفـ.ـض الـ.ـعـ.ـنـ.ـصـ.ـريـ.ـة،

وهناك وعود بحلّ مـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـات اللاجئين، والأهم بالنسبة للاجئين خلو الائتلاف الحاكم من الأحزاب الـ.ـعـ.ـنـ.ـصـ.ـريـ.ـة الـ.ـمـ.ـتـ.ـطـ.ـرفـ.ـة.

وقد شـ.ـرعـ.ـت الحكومة منذ توليها بالعمل على حلّ كثير من الـ.ـمـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـات التي تواجه اللاجئين، وهذه الـ.ـمـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـات سببها الـ.ـتـ.ـعـ.ـقـ.ـيـ.ـدات الإدارية في الدولة الألمانية،

وهذا ما يستوجب العمل على إيجاد قوانين تراعي أوضاع اللاجئين، ومنها “لم الشمل” حيث ينتظر اللاجئون تحويل التصريحات التي صدرت عن الحكومة الألمانية إلى واقع ملموس وإجراءات.

يقول باسم العوض موظف الاندماج في مكتب العمل في شمال الراين “لا شكّ أن مسألة لم الشمل من أكثر الـ.ـمـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـات التي تواجه اللاجئ هنا، لا سيما حامل الحماية الثانوية،

كل ما يتردد عن إنهاء تلك الـ.ـمـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـة ما زال ضمن الوعود الانتخابية التي قطعتها تلك الأحزاب المتنافسة، أو أنها مقترحات لم تصل بعد لتصبح قوانين جديدة تحل مـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـة اللاجئين”.

ويـ.ـضـ.ـيـ.ـف العوض في حديثه للجزيرة نت أن “الترجمة العملية المرتقبة للوعود الانتخابية التي قطعها المستشار الألماني أولاف شولتس بتسريع وتسهيل إجراءات لم الشمل للأشخاص الحاصلين على حق الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء، تسهم بشكل إيجابي في عملية تسريع اندماج هؤلاء الأشخاص في سوق العمل نتيجة الاستقرار الأسري”.

مصطفى الصالح لاجئ سوري في ولاية بادن فيتمبيرغ، وصل إلى ألمانيا في سبتمبر/أيلول 2015، لكن الـ.ـتـ.ـعـ.ـقـ.ـيـ.ـدات الإدارية حـ.ـرمـ.ـتـ.ـه من أسرته.

يقول الصالح، متحدثا للجزيرة نت، “لو كنت أعلم بما سيحصل لي لاحقا لما أتيت إلى ألمانيا، فما أن استقر وضـ.ـعـ.ـي بـ.ـحـ.ـصـ.ـولـ.ـي على حق الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء الإنساني لمدة 3 سنوات، باشرت بإجراءات لم الشمل”.

ويمضي في شرح حالته بالقول “لدي أسرة مكونة من شابين وفتاتين وأمهم، أصغرهم سنًا شاب وبنت كانا حينها دون السن القانوني (18 عاما)

وبسبب البيروقراطية المعروفة في ألمانيا، وتـ.ـقـ.ـاعـ.ـس بعض الموظفين عن القيام بواجبهم بالشكل الأمثل دخل أولادي الصغار سن الرشد وأتموا 18 عاما،

وحيل بينهم وبين إكمال إجراءات لم الشمل، وأنا منذ 6 سنوات أتجرع كؤوس الوحدة والبعد عن دفء الأسرة”.

قوانين حديثة

نورمان سعيدي ممثل عن حزب فريق يورغن تودهوفر (حزب العدالة) في ولاية شمال الراين، يرى أن ألمانيا بحاجة لقوانين حديثة فيما يخص الهجرة واللاجئين، وأن أول أمر يجب أن تعمل عليه الحكومة الحالية هو المساواة بين اللاجئين.

ويشرح ذلك في حديثه للجزيرة نت بقوله “مثلا حاملو الحماية الثانوية عـ.ـانـ.ـوا وما زالوا يـ.ـعـ.ـانـ.ـون في الإقامة التي تستوجب الحصول على جواز سفر من سفارة اللاجئ، أو عدم تمكنهم من إحضار أسرهم”.

ويـ.ـضـ.ـيـ.ـف “يجب أن يتمكن جميع اللاجئين من إحضار عائلاتهم إلى ألمانيا في المستقبل، لا يمكن هنا تأكيد أي تغيير في التعامل مع اللاجئين من خلال وعود فقط، ولا بد أن يساهم الإعلام بشكل إيجابي في حل تلك الـ.ـمـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـةـ.ـ”.

أدت الـ.ـصـ.ـراعـ.ـات في الشرق الأوسط وفي سـ.ـوريـ.ـا خاصة إلى بروز ظـ.ـاهـ.ـرة لـ.ـجـ.ـوء الـ.ـأطـ.ـفـ.ـال والـ.ـقـ.ـصـ.ـّـ.ـر إلى دول الاتحاد الأوروبي وألمانيا تحديدا، والـ.ـمـ.ـغـ.ـامـ.ـرة بإرسال الـ.ـأطـ.ـفـ.ـال في رحلة مـ.ـحـ.ـفـ.ـوفـ.ـة بـ.ـالـ.ـمـ.ـخـ.ـاطـ.ـر،

أقدمت عليها أسر سورية كثيرة، بسبب ظـ.ـروف الـ.ـحـ.ـيـ.ـاة الـ.ـصـ.ـعـ.ـبـ.ـة في سوريا، أو في مـ.ـخـ.ـيـ.ـمـ.ـات الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء، أو البلاد المجاورة لسوريا، بـ.ـغـ.ـيـ.ـة أن يشكّل هؤلاء الـ.ـأطـ.ـفـ.ـال طـ.ـوق نـ.ـجـ.ـاة لأسرهم.

تولي المؤسسات الألمانية المعنية باللاجئين اهتماما خاصا بـ.ـالـ.ـأطـ.ـفـ.ـال والـ.ـقـ.ـصـ.ـّـ.ـر الذين وصـ.ـلـ.ـوا دون أسرهم، لكن هذا لم يحل دون وجود مـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـة أكبر، وهي تأخر لم شمل تلك الأسر بأبنائها.

وعن ذلك يقول أيمن الجاسم الوكيل القانوني للطفل معن الجاسم (14 عاما) “وصل معن إلى ألمانيا قبل أكثر من سنتين، في رحلة شـ.ـاقـ.ـة، وهو يـ.ـعـ.ـانـ.ـي من مـ.ـرض حـ.ـاد في الـ.ـأمـ.ـعـ.ـاء،

وقام أهله بـ.ـتـ.ـهـ.ـريـ.ـبـ.ـه لألمانيا، على أمل عـ.ـلـ.ـاجـ.ـه، وكذلك يعمل على لم شمل أسرته، فوالده تـ.ـعـ.ـرض لـ.ـشـ.ـظـ.ـيـ.ـة أدّـ.ـت لـ.ـبـ.ـتـ.ـر رجـ.ـلـ.ـه، وتعيش الأسرة ظـ.ـروفـ.ـا صـ.ـعـ.ـبـ.ـة في سوريا”.

ويـ.ـضـ.ـيـ.ـف الجاسم للجزيرة نت “معن مسجل لدى دائرة الـ.ـأطـ.ـفـ.ـال والـ.ـقـ.ـاصـ.ـريـ.ـن التي تقوم بدور الرعاية الثانوية له وصرف احـ.ـتـ.ـيـ.ـاجـ.ـاتـ.ـه، وثمة رعاية خاصة يتلقاها،

ولكنه إلى الآن ينتظر موعد جلسة استماع للحصول على تصريح الإقامة، وهو الآن لديه إقامة مؤقتة يتطلب تجديدها كل 6 أشهر ريثما يحصل على إقامة تسمح له بإجراءات لم الشمل”. ( المصدر : الجزيرة نت )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى