close
هجرة ولجوء

الذكرى السنوية لغـ.ـرق سفينة الاطباء السوريين نحو أوروبا بعد اطـ.ـلاق المهربين النـ.ـار عليها ..طبيب يروي قصة نجـ.ـاته ستبـ.ـكي من هـ.ـولها

تمر الذكرى السنوية لحادثة غـ.ـرق الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة الـ.ـتـ.ـي أبحرت مـ.ـن ليبيا الـ.ـى أوربا عـ.ـام 2013 ،والتي كـ.ـانـ.ـت تـ.ـحـ.ـمـ.ـل خيرة اطباء سـ.ـوريـ.ـا وعائلاتهم أصـ.ـحـ.ـاب مناصب رفيعة فـ.ـي مشافي سـ.ـوريـ.ـا وجامعاتها .

اليكم شـ.ـهـ.ـادة احد الاطباء الناجين:

قـ.ـرر اكثر مـ.ـن 30 طـ.ـبـ.ـيـ.ـب الذهاب بحراً (نصفهم تـ.ـوفـ.ـوا غرقاً رحمهم الله) د. منور رحيل (طبيب اختصاصي داخلية) و زوجـ.ـتـ.ـه (طبيبة أطفال) و ابنته، وأخو زوجـ.ـتـ.ـه د . بشر(اختصاصي داخلية) ، د عمران رسلان (اختصاصي عظمية) د. خـ.ـالـ.ـد العوض (اختصاصي جراحة أعصاب) و ابـ.ـنـ.ـه و ابنتيه ، د. مصطفى الدقاق وزوجته و اولاده الشباب، د. سامي السيد مـ.ـحـ.ـمـ.ـود و زوجـ.ـتـ.ـه و ابـ.ـنـ.ـه وبنته ونـ.ـجـ.ـا ابـ.ـنـ.ـه فاتح 6 سـ.ـنـ.ـوات

الـ.ـأطـ.ـبـ.ـاء مـ.ـن خيرة الـ.ـأطـ.ـبـ.ـاء و أمهرهم والمعروفون برجاحة عقلهم (كي لـ.ـا يشكك شـ.ـخـ.ـص لـ.ـا بعقلنا ولـ.ـا بنوايانا)

تكلمنا مـ.ـع الـ.ـمـ.ـهـ.ـربـ.ـيـ.ـن و قررنا أن نأخذ أفـ.ـضـ.ـل وأكبر سفينة و أفـ.ـضـ.ـل مـ.ـهـ.ـرب حـ.ـيـ.ـنـ.ـهـ.ـا ، مـ.ـع الأخذ بالاسباب مـ.ـن نـ.ـاحـ.ـيـ.ـة تأمين ستر النجاة مـ.ـن قـ.ـبـ.ـل الـ.ـمـ.ـهـ.ـرب (والتي لـ.ـم يؤمنها فـ.ـيـ.ـمـ.ـا بـ.ـعـ.ـد رغـ.ـم الطلب مـ.ـرارا بـ.ـل أخبر أنـ.ـهـ.ـا موجودة عـ.ـلـ.ـى السفينة) ، ووجود جـ.ـهـ.ـاز ثريا و بوصلة واعلان ايطاليا عـ.ـن بدئها لخطة لانقاذ السفن فـ.ـي الـ.ـبـ.ـحـ.ـر

فـ.ـي نـ.ـقـ.ـطـ.ـة الـ.ـتـ.ـجـ.ـمـ.ـع وبـ.ـعـ.ـد انـ.ـتـ.ـظـ.ـار 3 أيـ.ـام تـ.ـم تأجيل الرحلة بـ.ـسـ.ـبـ.ـب سوء الاحوال الـ.ـجـ.ـويـ.ـة ، وبـ.ـعـ.ـد اسبوع رجعنا و كـ.ـان الـ.ـوضـ.ـع مبشراً بـ.ـأن الطقس سـ.ـيـ.ـكـ.ـون ممتازا طـ.ـيـ.ـلـ.ـة الاسبوع الـ.ـذي يليه مـ.ـن حـ.ـيـ.ـث سـ.ـرعـ.ـة الريح و ارتـ.ـفـ.ـاع الموج و اعتدال الحرارة

وبـ.ـعـ.ـد الاقلاع بـ.ـحـ.ـوالـ.ـي 3 سـ.ـاعـ.ـات لـ.ـحـ.ـقـ.ـت بنا سفينة صـ.ـغـ.ـيـ.ـرة عـ.ـلـ.ـيـ.ـهـ.ـا عـ.ـلـ.ـم الأمازيق ، وعرفوا عـ.ـن نفسهم بـ.ـأنـ.ـهـ.ـم خـ.ـفـ.ـر سواحل، لـ.ـكـ.ـن مـ.ـن الـ.ـواضـ.ـح أنـ.ـهـ.ـم عـ.ـصـ.ـابـ.ـة كـ.ـانـ.ـت تـ.ـوجـ.ـد مـ.ـشـ.ـكـ.ـلـ.ـة بـ.ـيـ.ـنـ.ـهـ.ـم و بـ.ـيـ.ـن الـ.ـمـ.ـهـ.ـرب ، عرضنا عـ.ـلـ.ـيـ.ـهـ.ـم الـ.ـمـ.ـال فرفضوا و حـ.ـاولـ.ـوا قلب الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة بـ.ـرمـ.ـي حبال و تطويقها

أخبرناهم أنـ.ـنـ.ـا لاجئين وهاربين ومعنا نـ.ـسـ.ـاء واطفال واغلبنا سـ.ـوريـ.ـيـ.ـن كـ.ـل ذلـ.ـك لـ.ـم يشفع لـ.ـنـ.ـا ، استمروا بالمطاردة والـ.ـتـ.ـهـ.ـديـ.ـد

ثـ.ـم اصبحوا يطلقوا الـ.ـرصـ.ـاص بالكلاشينكوڤ فـ.ـي الـ.ـهـ.ـواء ، ثـ.ـم بعدها بدؤوا بـ.ـاطـ.ـلـ.ـاق الـ.ـرصـ.ـاص عـ.ـلـ.ـى حجرة الـ.ـقـ.ـبـ.ـطـ.ـان و عـ.ـلـ.ـى جـ.ـسـ.ـم الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة ، و الكل يـ.ـعـ.ـرف أن ثـ.ـقـ.ـب صـ.ـغـ.ـيـ.ـر بامكانه ملئ برميل كـ.ـبـ.ـيـ.ـر بمرور الـ.ـوقـ.ـت ، لـ.ـا سـ.ـيـ.ـمـ.ـا تـ.ـحـ.ـت ضـ.ـغـ.ـط الماء، لـ.ـأنـ.ـهـ.ـم تعمدوا اصـ.ـابـ.ـة القسم السفلي مـ.ـن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة

أصـ.ـيـ.ـب 3 أشـ.ـخـ.ـاص اصابات فـ.ـي الأطراف، تـ.ـم تضميدهم و ايقاف النزف مـ.ـن قبلي وقـ.ـبـ.ـل بـ.ـعـ.ـض الاطباء عـ.ـلـ.ـى الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة

بحلول الساعة 11 ظهرا (أي بـ.ـعـ.ـد 13 سـ.ـاعـ.ـة عـ.ـلـ.ـى انـ.ـطـ.ـلـ.ـاق الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة )

تـ.ـم الـ.ـاتـ.ـصـ.ـال بـ.ـخـ.ـفـ.ـر الـ.ـسـ.ـواحـ.ـل الايطالي لكنهم رفضوا بـ.ـحـ.ـجـ.ـة أنـ.ـنـ.ـا بعيدين عنهم وأننا فـ.ـي الـ.ـمـ.ـيـ.ـاه الـ.ـدولـ.ـيـ.ـة ، وأخبرونا أن نتصل بمالطا ، لأن مجال تغطيتها للبحر أكـ.ـبـ.ـر ،

وتـ.ـم الـ.ـاتـ.ـصـ.ـال بمالطا واعطاء الاحداثيات و تبين فـ.ـيـ.ـمـ.ـا بـ.ـعـ.ـد بـ.ـالـ.ـتـ.ـحـ.ـقـ.ـيـ.ـقـ.ـات الـ.ـتـ.ـي قـ.ـام بـ.ـهـ.ـا الـ.ـصـ.ـحـ.ـفـ.ـي الإيطالي المشهور فابريزيو غاتي Fabrizio Gatti أن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة الايطالية كـ.ـانـ.ـت عـ.ـلـ.ـى بـ.ـعـ.ـد سـ.ـاعـ.ـة واحـ.ـدة منا، والسفينة المالطية كـ.ـانـ.ـت عـ.ـلـ.ـى بـ.ـعـ.ـد سـ.ـاعـ.ـتـ.ـيـ.ـن منا ،

تأخرت الـ.ـمـ.ـسـ.ـاعـ.ـدات كثيرا و بحلول الساعة 4 عصرا كـ.ـانـ.ـت الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة تترنح و بدت أخفض مـ.ـن الـ.ـمـ.ـسـ.ـتـ.ـوى الـ.ـذي كـ.ـانـ.ـت عـ.ـلـ.ـيـ.ـه

أصـ.ـاب الـ.ـهـ.ـلـ.ـع جـ.ـمـ.ـيـ.ـع الركاب ،ووقعت بـ.ـعـ.ـض الحقائب فـ.ـي البحر، خاطبني ابني طارق مستغرباً ولـ.ـا أنـ.ـسـ.ـى أبدا هـ.ـذه الـ.ـلـ.ـحـ.ـظـ.ـة (بابا !!! شلون شنطتنا عبتسبح لحالها بالبحر، شلون هيك؟؟؟!!!!)

تسرب الماء بمقدار 5 سم و ازدحام الـ.ـطـ.ـابـ.ـق الأوسط مـ.ـن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة دفـ.ـع بـ.ـي الـ.ـى بعث الـ.ـصـ.ـغـ.ـار طارق و بـ.ـشـ.ـر الـ.ـى صديقي د. أيمن فـ.ـي القسم العلوي مـ.ـن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة

بـ.ـعـ.ـد حـ.ـوالـ.ـي ربع سـ.ـاعـ.ـة تسرب قـ.ـسـ.ـم مـ.ـن الماء إلـ.ـى القسم الأوسط مـ.ـن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة

بـ.ـدأت الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة بالترنح يمنة ويسرة وتفقد توازنها ، لـ.ـم يـ.ـكـ.ـن أحـ.ـد يـ.ـعـ.ـرف حـ.ـجـ.ـم الماء المتسرب ، فهو كامن فـ.ـي الفراغ بـ.ـيـ.ـن الجسم الخارجي والجسم الـ.ـداخـ.ـلـ.ـي للسفينة ،

لـ.ـكـ.ـن ترنحها بـ.ـهـ.ـذا الشكل جعل الركاب ينتقلون يمنة ويسرة فـ.ـي مـ.ـحـ.ـاولـ.ـة لخلق توازن مضاد ، أيـ.ـضـ.ـاً انتقال الركاب مـ.ـن القسم السفلي للسفينة للأعلى جعل مـ.ـركـ.ـز ثقل الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة أعـ.ـلـ.ـى مـ.ـن منصفها ،

بـ.ـدأت أدعـ.ـو بـ.ـصـ.ـوت مرتفع بدعاء ذي النون : (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)

وصرت أكرر الدعاء مـ.ـرارا وزوجتي تنظر إلي بخوف لكني أنظر اليها بطرف عيني و أنا غـ.ـيـ.ـر قادر عـ.ـلـ.ـى الـ.ـنـ.ـظـ.ـر اليها مـ.ـبـ.ـاشـ.ـرة خجلا و كي لـ.ـا أرى ملامح الـ.ـخـ.ـوف عـ.ـلـ.ـى وجهها

لـ.ـم يـ.ـكـ.ـن أحـ.ـد يـ.ـعـ.ـرف مـ.ـاذا سيحدث أو يـ.ـتـ.ـوقـ.ـع مـ.ـاذا سيحدث ، الكل كـ.ـان ينتظر أن تـ.ـأتـ.ـي سفينة الـ.ـمـ.ـسـ.ـاعـ.ـدة فـ.ـي الـ.ـلـ.ـحـ.ـظـ.ـات الـ.ـأخـ.ـيـ.ـرة

فـ.ـي الساعة 4.45 عصر يـ.ـوم الجمعة و فـ.ـجـ.ـأة و بلحظة و بـ.ـعـ.ـد أن مالت الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة للأيسر ، إنقلبت الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة عـ.ـلـ.ـى جانبها الأيمن 90 درجة ، فأصبح حـ.ـائـ.ـط الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة الـ.ـذي كـ.ـان خلفنا أصـ.ـبـ.ـح تـ.ـحـ.ـت أقدامنا

ووقفنا عـ.ـلـ.ـيـ.ـه و الشباك الكبير الـ.ـذي كـ.ـان أمامنا أصـ.ـبـ.ـح فوقنا ، كـ.ـانـ.ـت زوجـ.ـتـ.ـي أمامي و ظهرها لي و بثانية واحـ.ـدة غمرتنا الـ.ـمـ.ـيـ.ـاه فأمسكت بخصر زوجـ.ـتـ.ـي بـ.ـقـ.ـوة بكلتا يـ.ـدي بـ.ـقـ.ـوة ، و بـ.ـعـ.ـد ثانية أخـ.ـرى وجدت نـ.ـفـ.ـسـ.ـي وسـ.ـط الماء بدونها،

أحسست مـ.ـن قـ.ـوة عزم الخبطة بانفلات يـ.ـدي مـ.ـنـ.ـهـ.ـا، أحسست (وهذه أول مـ.ـرة أقولها للناس) أحسست كأن الـ.ـلـ.ـه قـ.ـال لي : (لن تأخذها، الـ.ـأمـ.ـر لـ.ـيـ.ـس بيدك)

بـ.ـعـ.ـد 15 ثانية وجدت نـ.ـفـ.ـسـ.ـي بدونها و أنا فـ.ـوق الماء و الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة بأكملها مقلوبة رأساً عـ.ـلـ.ـى عـ.ـقـ.ـب 180 درجة ، أدركت أنـ.ـهـ.ـا عـ.ـلـ.ـقـ.ـت بالسفينة مـ.ـثـ.ـل كـ.ـثـ.ـيـ.ـر مـ.ـن الـ.ـنـ.ـاس ، مـ.ـثـ.ـل حـ.ـوالـ.ـي 150 شـ.ـخـ.ـص علقوا داخـ.ـل الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة

كـ.ـان مـ.ـن المستحيل انقاذها لـ.ـأنـ.ـهـ.ـا غـ.ـيـ.ـر مرئية أبداً و الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة أصـ.ـبـ.ـحـ.ـت عـ.ـلـ.ـى عـ.ـمـ.ـق 7 أمـ.ـتـ.ـار إعتقدت مـ.ـثـ.ـلـ.ـمـ.ـا يـ.ـعـ.ـتـ.ـقـ.ـد أي انسان عـ.ـنـ.ـدمـ.ـا يـ.ـرى مصيبة كـ.ـبـ.ـيـ.ـرة جـ.ـداً بـ.ـأن هـ.ـذا كـ.ـابـ.ـوس سـ.ـرعـ.ـان مـ.ـا سأستفيق مـ.ـنـ.ـه

فـ.ـجـ.ـأة وجدت نـ.ـفـ.ـسـ.ـي بـ.ـيـ.ـن الـ.ـعـ.ـشـ.ـرات مـ.ـن الـ.ـنـ.ـاس الـ.ـذيـ.ـن يتخبطون فـ.ـي الماء والـ.ـذي لـ.ـا يـ.ـعـ.ـرف السباحة يقفز فـ.ـوق الـ.ـآخـ.ـر، هـ.ـنـ.ـا دخـ.ـلـ.ـت فـ.ـي حـ.ـالـ.ـة مـ.ـن الـ.ـصـ.ـدمـ.ـة الـ.ـتـ.ـي تشعرك بأنك فـ.ـي يـ.ـوم المحشر ، هـ.ـنـ.ـا كـ.ـل إنسان يـ.ـقـ.ـول نـ.ـفـ.ـسـ.ـي نـ.ـفـ.ـسـ.ـي

بـ.ـقـ.ـيـ.ـت مصدوماً لـ.ـا أعلم مـ.ـاذا أفعل و أنا أستغفر وألهج بـ.ـلـ.ـا إله الا الله، و أقول سامحوني يا حبيباتي و انا أبكي ، خطرت لي آلـ.ـاف الأفكار مـ.ـنـ.ـهـ.ـا مـ.ـا يـ.ـقـ.ـول لي أنـ.ـه كـ.ـابـ.ـوس سـ.ـرعـ.ـان مـ.ـا سأستيقظ مـ.ـنـ.ـه ومنها مـ.ـا يخطر ببالي ، مـ.ـاذا سأقول لأهل زوجـ.ـتـ.ـي و كـ.ـيـ.ـف حـ.ـصـ.ـل هـ.ـذا

غـ.ـرق حـ.ـوالـ.ـي 250 شـ.ـخـ.ـص حـ.ـسـ.ـب الاحصائيات الـ.ـرسـ.ـمـ.ـيـ.ـة لمالطا وايطاليا ، قـ.ـسـ.ـم كـ.ـبـ.ـيـ.ـر مـ.ـنـ.ـهـ.ـم يجيد السباحة (منهم زوجـ.ـة صديقي د. أيمن رحمها الـ.ـلـ.ـه ، لـ.ـديـ.ـهـ.ـا ميداليات فـ.ـي السباحة ، كـ.ـانـ.ـت تـ.ـقـ.ـول لـ.ـه مازحة : اذا صار شي أنا بنقذك) فنجا هـ.ـو الـ.ـذي لـ.ـا يـ.ـعـ.ـرف السباحة وغرقت هي،

و مـ.ـنـ.ـهـ.ـم صديقنا د. مصطفى الدقاق الـ.ـذي كـ.ـان يـ.ـقـ.ـول رحمه الله: اذا صار شي لـ.ـا سمح الـ.ـلـ.ـه فأنا بعرف أسبح و أولادي الـ.ـشـ.ـبـ.ـاب كمان “سبيحة” ، وتـ.ـوفـ.ـي هـ.ـو وأولاده،

تـ.ـوفـ.ـي أنـ.ـاس كثيرون معهم بزات نـ.ـجـ.ـاة مـ.ـنـ.ـهـ.ـم د. عمران رسلان وجميع عـ.ـائـ.ـلـ.ـتـ.ـه ، علقوا فـ.ـي الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة ولـ.ـم يـ.ـوجـ.ـد مـ.ـنـ.ـهـ.ـم أي فرد ومنهم د. خـ.ـالـ.ـد العوض و ابـ.ـنـ.ـه واثنتين مـ.ـن بناته ، و نجى أشـ.ـخـ.ـاص لـ.ـا يعرفون السباحة أبداً ، مـ.ـنـ.ـهـ.ـم طـ.ـبـ.ـيـ.ـب زميلنا وزنه 130 كغ، ومنهم طـ.ـبـ.ـيـ.ـب تعرفنا عـ.ـلـ.ـيـ.ـه تـ.ـوفـ.ـيـ.ـت ابنتيه الـ.ـصـ.ـغـ.ـار لديه شلل اطفال وداء رئوي ولـ.ـا يجيد السباحة

حـ.ـتـ.ـى مـ.ـكـ.ـان توضع الاشخاص فـ.ـي الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة كـ.ـان للموت انتقائية فـ.ـيـ.ـه ، فـ.ـفـ.ـي نـ.ـفـ.ـس الأماكن مـ.ـن ظـ.ـهـ.ـر الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة علق اناس فـ.ـيـ.ـهـ.ـا وناس نجوا ، و لـ.ـكـ.ـن مـ.ـن كـ.ـان فـ.ـي الـ.ـطـ.ـرف الايمن مـ.ـن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة الـ.ـتـ.ـي انـ.ـقـ.ـلـ.ـبـ.ـت عـ.ـلـ.ـى جنبها الايمن علقوا جـ.ـمـ.ـيـ.ـعـ.ـا

و مـ.ـنـ.ـهـ.ـم مـ.ـن علق فـ.ـي الغرف الـ.ـمـ.ـغـ.ـلـ.ـقـ.ـة أو الكاريدور الطويل ، مـ.ـنـ.ـهـ.ـم صديقنا طارق جاموس الـ.ـذي كـ.ـان فـ.ـي غـ.ـرفـ.ـة فـ.ـيـ.ـهـ.ـا جـ.ـمـ.ـيـ.ـع اولاد خالته السبعة

دخـ.ـلـ.ـت الـ.ـمـ.ـيـ.ـاه الـ.ـغـ.ـرفـ.ـة و ضـ.ـغـ.ـط الماء أغلق الباب مـ.ـن الـ.ـخـ.ـارج اخـ.ـذ نفسا عميقا و دفـ.ـع الباب الـ.ـذي علق برجله و خرج وبقي اولاد خالته الـ.ـذيـ.ـن غرقوا جميعاً

الخلاصة مـ.ـن نجى نجى بتيسير الـ.ـلـ.ـه و حـ.ـسـ.ـب الاسباب لـ.ـم يـ.ـكـ.ـن فـ.ـي مـ.ـكـ.ـان يعلق فـ.ـيـ.ـه أو عـ.ـنـ.ـد الانقلاب انقذف لمكان بـ.ـعـ.ـيـ.ـد عـ.ـن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة

بـ.ـقـ.ـيـ.ـت هائماً ابحث هـ.ـنـ.ـا وهـ.ـنـ.ـاك دون جـ.ـدوى ، الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة بـ.ـعـ.ـد دقـ.ـيـ.ـقـ.ـة واحـ.ـدة مـ.ـن انقلابها اصبحت بالأكمل تـ.ـحـ.ـت سطح الماء وهبطت الـ.ـى الأعماق السحيقة و اخـ.ـتـ.ـفـ.ـت عـ.ـن الأنظار

بعدها بربع سـ.ـاعـ.ـة حلقت طـ.ـائـ.ـرة شراعية فوقنا كـ.ـانـ.ـت تصور ، ثـ.ـم بـ.ـعـ.ـد ربع سـ.ـاعـ.ـة اتت مـ.ـروحـ.ـيـ.ـة والقت عـ.ـدة قوارب نـ.ـجـ.ـاة مطاطية عـ.ـلـ.ـى شكل خيمة تتسع 25 شـ.ـخـ.ـص و ستر نـ.ـجـ.ـاة لـ.ـكـ.ـنـ.ـهـ.ـا رمتها فـ.ـي مـ.ـكـ.ـان بـ.ـعـ.ـيـ.ـد عني

رأيت عـ.ـلـ.ـى مسافة حـ.ـوالـ.ـي 150 مـ.ـتـ.ـر بزات طافية مـ.ـن بـ.ـعـ.ـيـ.ـد ، قـ.ـررت أن أقطع هـ.ـذه المسافة عـ.ـلـ.ـي احظى بـ.ـهـ.ـا وبـ.ـعـ.ـد قـ.ـطـ.ـع تـ.ـلـ.ـك المسافة الكبيرة تبين لي أنـ.ـهـ.ـا لـ.ـيـ.ـسـ.ـت بزات نـ.ـجـ.ـاة وانما شـ.ـخـ.ـص متوفي لابس بزة نـ.ـجـ.ـاة و مقلوب عـ.ـلـ.ـى بطنه

بـ.ـعـ.ـد ان يئست مـ.ـن اللحاق ببزات النجاة وبالقوارب المطاطية الـ.ـتـ.ـي أصـ.ـبـ.ـحـ.ـت بـ.ـعـ.ـيـ.ـدة جـ.ـدا عني بـ.ـسـ.ـبـ.ـب المسافة الـ.ـتـ.ـي قطعتها ، تشنجت رجلي و بـ.ـعـ.ـد سـ.ـاعـ.ـة مـ.ـن السباحة أصـ.ـبـ.ـت بوهن و ضـ.ـعـ.ـف كـ.ـبـ.ـيـ.ـر ،

أدركت أني سأغرق، و صرت أتشاهد عـ.ـلـ.ـى روحي و أنا أطلب مـ.ـن الـ.ـلـ.ـه حسن الـ.ـلـ.ـقـ.ـاء ، فـ.ـجـ.ـأة وجدت قـ.ـطـ.ـعـ.ـة خشب كـ.ـبـ.ـيـ.ـرة زرقاء تبين أنـ.ـهـ.ـا بـ.ـاب خشبي مـ.ـن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة !

لـ.ـا أعلم كـ.ـيـ.ـف سبحت هـ.ـذه القطعة مسافة حـ.ـوالـ.ـي 200 مـ.ـتـ.ـر مـ.ـن الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة تمسكت بالباب الخشبي وسبحت تدريجيا نـ.ـحـ.ـو القوارب المطاطية وأنا فـ.ـي حـ.ـالـ.ـة صـ.ـدمـ.ـة وتعب شديدين و أنا أشاهد مـ.ـا تبقى مـ.ـن الـ.ـنـ.ـاجـ.ـيـ.ـن يسبحون أو يصارعون الـ.ـمـ.ـوت أو ميتون وطافين عـ.ـلـ.ـى وجـ.ـه الماء

بـ.ـعـ.ـد حـ.ـوالـ.ـي الساعة والنصف بـ.ـدأت تـ.ـظـ.ـهـ.ـر سفن الانقاذ ، صـ.ـعـ.ـدت عـ.ـلـ.ـى الخيمة المطاطية و جلست أبكي وأتقيأ ، بعدها اقـ.ـتـ.ـربـ.ـت منا سفينة صـ.ـيـ.ـد ايطالية صعدنا عـ.ـلـ.ـيـ.ـهـ.ـا ثـ.ـم أخذتنا الـ.ـسـ.ـفـ.ـيـ.ـنـ.ـة المالطية

لاحول ولاقوة الا بالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى